كيف تحدث التعرية الجليدية؟

اقرأ في هذا المقال


حدوث التعرية الجليدية:

المجالد بطبيعتها قادرة على حمل كميات وأحجام مأهولة من بقايا عملية التعرية، وذلك واضح لكل من سنحت له الفرصة بمشاهدة مجلد ألبيني. وتدل هنا أن كل الشواهد على الخلاصة بأن الجليد قد كسر وجلي ونزع أجزاء الصُخور من القاع والجدران الوادي ونقلها معه إلى أسفل في اتجاه حركته. وحقيقة لا يوجد للجليد مثيل في المقدرة على نقل الرسوبيات، حيث أنها لا تترسب بمجرد انفصالها كما هو الحال في جزء من حمولة الأنهار أو الرياح.
فإن الجليد قادرعلى حمل كتل حجرية ضخمة لا تَقدر عليها أي من طرق نقل مواد التعرية المعروفة. وبالرغم من أن للمجالد دور محدود جداً في التعرية بوقتنا الحاضر، إلا أن طبوغرافية الكثير من المناطق تعكس أثر الجليد في تشكيلها. ومبدئياً يقوم المجلد بتعرية الصُخور بأحد الطريقتين: الطريقة الأولى عند مرور المجلد المتدفق فوق طبقة صخرية متصدعة يعمل على خلعها ورفعها إلى محتواه، من ثم نقلها وتُسمَّى هذه الوسيلة بالاقتلاع أو الاحتجاز. وأثناء هذه العملية يتسرب الماء بالشقوق ومن بعد يتجمد مرة أخرى، ويتمدد مسبباً بتمدده في خلع أجزاء من الصُخور يتراوح حجمها من حبات الدقيق الى حجم المنازل.
والطريقة الثانية لتعرية الجليد هي الكشط وأثنائها يقوم الجليد وحمولته الصخرية المتحركة، يبرد الطبقة الصحرية بقاع مجراه وكذلك الصُخور المنقولة بداخله. وقد يكون من المناسب تسميه نتاج ذلك بدقيق الصخر. وخير دليل على قدرة الجليد على انتاج الدقيق الصخري لون الماء الضارب إلى الرمادي اللون، وللماء المغلي المغادر للمجالد عند ذوبان جزء منها.
وعندما يحمل المجلد أجزاء صخرية كبيرة تحدث خدوش أو أخاديد بقاع مجراه تُسمَّى بالحزات الجليدية. وغالباً ما يمكننا التعرف على التصريف الجليدي بمنطقة واسعة عن طريق رسم خرائط لاتجاهات الحز الجليدي. وممَّا يذكر أنه في حالة ما تكون أغلب حمولة المجلد من الغرين، لا تتكون خطوط حز على سطح مجراه ولكنه يكون مصقولاً.
ويختلف تأثير المجالد القارية عن المجالد الألبينية، فالزائر لمناطق المجالد الألبينية يشاهد طبوغرافية تتميز بأطراف مدببة ذات زوايا. والسبب في ذلك أن المجالد كشط الجليد خطوط كشط الجليد على الصُخور القاعدة بولاية ماساتشوستس الأمريكية. والألبينية المتحركة في وديان تعمل على زيادة شكلها المزوي، باستحداث جدران وديان شديدة الانحدار والعمل على ثلم تلالها.


شارك المقالة: