كيف يتم تشكل الصخور؟

اقرأ في هذا المقال


تشكل الصخور:

عندما تتعرَّض الصُخور لجهد يفوق احتمالها تبدأ بالتشكل عادةً بالطي أو الانكسار. ومن السهل أن نتخيَّل كيف يتم تكسُّر الصُخور، لكن كيف يتم طي هذه الصُخور طيّاً شديداً دون انكسارِها؟ لجأ العلماء إلى المختبَر حيثُ عََرَّضوا الصُخور للجهد في الوقت الذي خلقوا ظروفاً اعتقدوا بأنها موجودة تحت أعماق مُختَلِفة بالقشرة الأرضيَّة. ومع أنَّ مُختَلَف الصُخور تتشكَّل بدرجات مختلفة إلا أن الخصائص العامَّة لتشوُّه الصُخور قد استنتجت من هذه التجارب، فقد اكتشف العلماء بأنَّه عند تعرُّض الصُخور للجهد تدريجيّاً وتحت ضغط منخفض، فإنَّ هذه الصُخور تستجيب أولاً بالتشكُّل المطاطي.
والتغيرات الناتجة من التشكُّل المطاطي هي تَشكُّلات انعكاسيّة؛ أي أنها مثل الشريط المطاطي، فالصُخور ترجع تقريباً إلى حجمها وشكلها السابق عند إزاحة الجهد إلّا أنّه عند تجاوز حد المرونة فإنَّ الصخر إمَّا أن ينكَسِر أو يتشكَّل تشكُّلاً لدُناً والتشكُّل اللدن ينتج تغيرات دائمة أي أنَّ حجم وشكل الوِحدة الصخريَّة يتغير من خلال الطي والانسياب. ولقد أكَدَت التجارب المعمليَّة الاعتقادات السائِدة بِأنَّ مُعظم الصُخور تتشكَّل لدائِنيّاً عند تَعرُضِها لضغط ودرجة حرارة عاليين، وذلك بعد اجتيازها لمرحلة المرونة كما تتشكل الصُخور المقامة عند سطح الأرض تشكُلاً مرِناً.
إلا أنَّهُ عند اجتيازِها للحد المرن فإنَّ معظمها تتصرَّف وكأنها مادةً صلبة وبعدها تَتَصَدَّع. وإنَّ الطاقة المصاحِبة لمعظم الزلالزل مُستمدَّة من الطاقة المُخَزَّنة والتي يتم إطلاقها عند تَصَدُّع الصخر وعودته إلى شكله الأصلي. وعامل واحد ليس بالإمكان محاكاته بالعمل هو الزمن الجيولوجي، فنحن نعرف أنه إذا ما وقع الجهد بسرعة مثل حالة المطرَقة مثلاً فإن الصُخور تتكسر. وفي نفس الوقت فإن هذه المواد تتشكَّل نَشكُّلاً لَدِناً إذا ما وقع الجهد على فترة زمنية أطول. فمثلاً لقد عرف أنَّ مقاعِد الرُخام تنحني نتيجة لوزنِها بعد مرور مئات السنين عليها. وفي الطبيعة لا بُدَّ وأن للقوى الصغيرة دور مهم في تَشَكُّل الطبقات الصخريَّة.
ومراحل التشكُّل تُوَلِّد ظواهِر طبيعيَّة بِأحجام مختَلِفة، فمن جهة هناك الظواهر الكبيرة الحجم كالأنظِمة الجبليّة الضخمة للأرض. ومن جهة أخرى فإن الجهد العالي ينتج تكسرات صغيرة في الطبقات بجبال الألب إلى أصغر التكسرات في أي صخر، يُشار إليها بتركيبات الصُخور.


شارك المقالة: