رفع القشرة الأرضية:
تتواجد المستحثّات للافقاريّات البحريّة عادةً في المناطق الجبليّة، فهو دليل على أنّ الصُخور الرسوبيّة المكَوِّنَة للجبل كانت في يومٍ من الأيام تحت مستوى سطح البحر. وهذا دليل مقنِع على أنّ بعض التغيرات قد حدثت في الفترة ما بين موت هذه الحيوانات واكتشاف باقي محتوياتها المتحجِّرة. وعادةً ما يقدَّم هذا المثال كدليل على رفع القشرة الأرضيَّة في السجل الجغرافي إلى جانِب السجِل التاريخي. فمثال على ذلك وجود ثلاثة أعمدة ن معبد روماني تحوي تخريمات لقواقع على ارتفاع يصل إلى ستة أمتار؛ ممَّا يَدُل على أنَّ المنطِقة التي قد بُني عليها المعبد قد غُمِرَت بالبحَر ثُمَّ ارتفعت بعد ذلك تدريجيًّا، ويُمكن تفسير هذه التخريمات أيضاً بتغير مستوى سطح البحر.
إلا أنَّ هذا التغيُّر لم يُلاحظ في أي مكان آخر بنفس الفترة. ويوجد دليل آخر على ارتفاع القشرة الأرضية على طول الشاطئ الغربيِّ للولايات المتَّحِدة، حيث بَقيت المنطقة الساحلية ساكِنة لفترة زمنيَّة طويلة في الوقت التي قَطَعت به الأمواج مصطبة خفيفة الميلان، وتوجد بمناطق كاليفورنيا بغربيّ الولايات المُتَّحِدة الآن مُسطَّحات ترتفع مِئات الأمتار فوق مستوى سطح البحر تكوَّنت نتيجة لفعل قطع الأمواج مُنذُ فترة زمنيّة قديمة. ويُبَيِّن كل مُسَطَّح من هذه المُسطَّحات الفترة التي كانَت فيه تلك المنظِقة على مُستوى سطح البحر، إلّا أنَّه لسوء الحظ لا يمكن دائماً الوصول إلى الرفع هذا بالسهولة التي تحدد بها حصول الحركة.
ونحنُ نعرِف بِأنَّ قُوِّة الجاذبيَّة تلعب دوراً هامًّا في مدى إرتفاع سطح الأرض، وبالتحديد فإنَّ الغلاف الصخري يُعتَقَد بأنَّهُ يطفو فوق الغلاف الوَهِم حيث أنَّ الأخير أكبر كُتلة وأسهل للتشكُّل من الغلاف الصخري. وتسمى نظرية طفح الغلاف الصخري في توازن لقوِّة الجاذبيَّة بنظريّة التوازن الأرضيّ. وربما كان أهل طريقة لتصور التوازن الأرضي بتشبيه القشرة الأرضية لجذوع الأشجار الطافية فوق الماء. وتَصَوَّر طفو جذعين للأشجار فوق الماء أَحَدُهما أكبر سُمكاً من الآخر وبهذا فإنَّ الجذع الأتخن سيرتفع فوق سطح الماء أعلى من الأصغر سُمكاً، وبنفس الطريقة فإنه يعتقد بأنَّ المناطق الجَبَليَّة تُشَكِّل مقاطع جداً سميكة من القشرة الأرضيَّة، في حين أن المناطق المنخفضة تُمَثِّل أجزاء أقل سُمكاً من القشرة الأرضيَّة.