منع حدوث العواصف الرعدية:
إن للبرق أخطاره الكثيرة أكبرها وأهمها حريق الغابات والضحايا البشرية التي يسببها، إن تقليل البرق أو التخلص منه سيخفف كثيراً من حرائق الغابات التي تلتهم سنوياً مساحات واسعة، لتقليل أخطار العواصف الرعدية، لابد من تبديد الشحنة الكهربائية قبل أن تصل إلى حد الانفجار وهناك طريقتان: الأولى باستعمال كميات كبيرة من نوويات التكاثف من مادة يوديد الفضة.
وقد لوحظ من استعمال هذه الطريقة أن عدد مرات البرق الأرضي قَلت، في حين عدد مرات البرق داخل الغيمة، قد ارتفعت، أما الطريقة الثانية هي استعمال إبر معدنية صغيرة، هذه تتلخص هذه الطريقة في نشر أعداد كبيرة من الإبر المعدنية الصغيرة في الغيوم التي تحتوي على الشحنات الكهربائية، حيث تقوم هذه الإبر بتبديد الشحنات الكهربائية.
كما أن الغيوم التي تستعمل معها هذه الطريقة اختفت منها الصعقات الكهربائية، بينما هذه الصعقات قد استمرت في الغيوم التي لم تستعمل فيها هذه الطريقة، إن هذا النوع من المشاريع ليس سهلاً ويُجابه تحديات خطيرة، أولى هذه التحديات التكاليف الباهظة مقابل نتائج متواضعة جداً لذلك تحجب عدد من المؤسسات على الاستمرار في مثل هذه المشاريع.
كما أن النتائج الجانبية الناتجة عن مثل هذه المشاريع ليست واضحة بشكل كامل، فمثلاً منع الصواعق الرعدية سيخفف كثيراً من حرائق الغابات ولكن وبنفس الوقت فإنه سيحرم هذه الغابات من التجدد والذي هو ضروري جداً، كما أن عدد كبير من الظواهر المناخية مازال غامضاً ولم نفهم الكثير عنه، لذلك فإن بعض هذه التجارب تحتاج إلى وقت يتقدم فيه العلم أكثر ليتيح لنا فهم أوسع للظواهر المناخية حتى يستطيع الباحثون من التعامل معها بشكل أفضل.
لذلك نعتقد بأن الوقت مبكراً للحكم على مثل هذه التجارب والتي لم يمضي عليها وقتاً طويلاً في تغيير المناخ الموجود على سطح الأرض حالياً، إن النشاط البشري الاعتيادي يؤدي عملاً كبيراً باتجاه لا يستطيع أحد أن يتوقع نتائجه فالتلوث الصلب والسائل والغازي يقذف إلى الغلاف الغازي وإلى الأرض يومياً وبكميات كبيرة، وسيكون له تأثير سيئ على المناخ في المستقبل القريب.
كما أن بناء المدن والاكتظاظ السكاني الكبير فيها مع وجود عدد كبير من السيارات والمعامل في هذه المدن الكبيرة وحولها قد أوجد مناخاً خاصاً بهذه المدن، لذلك أصبحت المدن تمتلك مناخاً خاصاً بها يختلف عن المناخ المجاور لها.