نقل المجاري المائية للرسوبيات:
تعتبر مجاري المياه من أهم عوامل التعرية، ليس فقط لمقدرتها على قطع قنواتها ولكن أيضاً لفاعليتها في نقل كميات مأهولة من الرسوبيات الناتجة عن عملية التجوية. وبالرغم من أن عملية تعرية قناة المجرى تساهم بقدر كبير في حمولة مجاري المياه، إلا أن معظم هذه المواد مصدرها عملية التجوية، فالتجوية تدفع بكميات كبيرة من المواد إلى المجرى بواسطة الاندفاع في صفائح وكذلك بفعل تبدد الكتل والمياه الباطنية.
وتنقل الأنهار حمولتها بثلاث طرق: كمحلول (حمولة مذابة)، معلق (حمولة معلقة)، على قاع القناة (حمولة القاع). وإن بعض حمولة المجرى المائي المذابة تتكوَّن بالاذابة المباشرة لصُخور قناته، إلا أن معظمها تأتي به المياه الباطنية. وعند بداية تخلل الماء للسطح يذيب بعض مكونات التُربة ثم يضيف إليها مواد معدنية أخرى بتغلغله داخل الشقوق وخلال الفراغات المسامية، حيث غالباً ما يأخذ طريقه بعد ذلك إلى مجرى المياه.
وبالرغم من أهمية سرعة الدفق لنقل الجزيئات الصلبة فإنها ليست ذات أهمية بالنسبة للحمولة المذابة، حيث أن الماء يعمل على نقل هذه الكمية بغض النظر عن سرعة حركته. وتبدأ عملية الترسيب فقط عند تغير تركيب الماء الكيميائي.
وتتباين كمية المواد المنقولة كحمولة مذابة من مجرى إلى آخر، بناءً على معطيات تشمل المُناخ وجغرافية المنطقة.
ويُعبَّر عن هذه الكمية بوحدة أجزاء المادة المذابة بمليون وحدة من الماء (جزء في المليون). وقد تصل هذه الكمية ببعض الأنهار إلى 1000 جزء في المليون، إلا أن معدل الكمية المذابة لأنهار العالم تتراوح بين 115 و 120 جزء في المليون. وتدفع مجاري مياه العالم إلى المحيطات بحوالي 4 بليون طن متر من المواد كحمولة مذابة.
ومعظم المجاري المائية ولكن ليس جميعها تحمل تبقى حمولتها معلقة. وبالتأكيد فإن تعكير مياه المجاري الناتج عن هذه الحمولة واضح لكل ذي عينين وبالعادة تكون الحمولة المعلقة من الرمال الدقيقة والطين والغرين، غير أنه في حالة الفيضانات قد تشمل محتويات أكبر حجماً، حيث تزيد نسبة الحمولة المعلقة بشكل ملحوظ، فَنهر هوانج هو الصيني (النهر الأصفر) قد قدرت حمولته أثناء الفيضانات بما يُساوي وزن المياه الحاملة له. وتوصف مثل هذه الأنهار بأنها غليظة القوام عند الشراب ورقيقة القوام عند الزراعة.