حدوث الجمد السرمدي والتموج الانفرادي:
يحدث الجمد السرمدي والتموج الانفرادي عندما يكون معدل درجة حرارة الهواء الجوي منخفضاً باستمرار؛ ممَّا يُبقي ذلك درجة حرارة السطح تحت الصفر مئوية، فإن العمق الذي يصل إليه التجمد في الشتاء يزيد على عمق الذوبان خلال فصل الصيف، حيث ينتج عن ذلك طبقة دائمة التجمد، حيث تُسمَّى طبقة الجمد السرمدي.
كما توجد أيضاً مثل هذه الطبقة تحت السطح، حيث تبلغ مساحته الإجمالية حوالي عشرون في المائة من مساحة اليابسة. وبالإضافة إلى وجودها في قارة القطب الجنوبي، فإنها تنتشر بمساحات واسعة من اليابسة التي تحيط بالقطب الشمالي، أيضاً عند حدوث تغير في طبيعة السطح مثل إزالة الغطاء النباتي أو شق الطرق أو تشييد المباني، فإن طبقة الجمد السرمدي تذوب؛ ممَّا يجعل تلك المنطقة عرضة للانزلاق والهبوط، أيضاً المشاكل العديدة التي تنتج عن النشاط البشري في القطب الشمالي أثناء الحرب العالمية الثانية وبعدها؛ ممَّا تبيّن مدى الحااجة إلى تفهّم طبيعة الجمد السرمدي.
وما يعرف بالتموج الانفرادي فهو يعتبر نوع اَخر من أنواع تبدد الكتل في المناق التي تكون مبطنة بالجمد السرمدي. كما يمكن اعتباره نمط من أنماط الزحف الصخري، حيث تتحرك المكونات المتماسكة والمنبعثة بالماء إلى أسفل وذلك يكون تدريجياً. ويحدث التموج الانفرادي أيضاً في نطاق يعلو طبقة الجمد السرمدي، حيث يُسمَّى بالطبقة النشطة وهي تتجمد في فصل الشتاء وتذوب مياهها في فصل الصيف، حيث أن المياه الناتجة عن طريق ذوبان الجليد لا تسطيع تخلل أو اختراق طبقة الجمد السرمدي.
فإن الطبقة النشطة تصبح شديدة التشبع وبالتالي تسهل حركتها، ويمكن أن تحدث هذه الظاهرة أيضاً فوق المُنحدرات التي لا يزيد مياهها على إثنين إلى ثلاث درجات مئوية، حيث أنه عند تواجد غطاء نباتي قد تتحرك الطبقة العليا في تموجات متتابعة. ومن الأمثله على ذلك توزّع الجمد السرمدي في نصف الكرة الأرضي الشمالي. كما طرأ مثالاً على ذلك، منزل متأثر بالجمد السرمدي بالاسكا، حيث لوحظ فيه أن الجانب الأيمن من المنزل والذي كانت تتواجد فيه التدفئة قد هبط أكثر من الجانب الثاني، كما أنه غير ذلك تتواجد ثنايا تموجية شمال غربي في بانك بالاسكا.
