كيف يكون التحول الشامل للصخور؟

اقرأ في هذا المقال


التحول الشامل للصخور:

إن معظم الصُخور المتحولة تنشأ أثناء عمليات التحول الشامل، فإن عمليات التحول الشامل تقوم بتغطية مساحات شاسعة وهي تصاحب عمليات بناء الجبال، فأثناء هذه العمليات يتم الضغط على جزء كبير من القشرة الأرضية ويزداد سُمكها. وتنشأ عن الزيادة في سُمك القشرة الأرضية جبال تقف شاهقة فوق سطح البحر، رغم أن هناك مواد رُفعت إلى ارتفاعات شاهقة أثناء عمليات بناء الجبال.
فإن كميات مساوية من الصُخور لا بُدّ أن تنصاع إلى أسفل حيث يتم تعرضها لحرارة وضغط شديدين. وهناك في عروق الجبال تحدث أشد عمليات التحوّل. فقد تصل حرارة بعض الصُخور المتحولة إلى درجة الانصهار فتكوّن صهيراً. ويصعد الصهير الناتج إلى أعلى بفعل كونه أقل كثافة من الصُخور المحيطة به. وعندما يصل الصهير قرب سطح الأرض، فإنه يُسبب تحوّل التماس فوق منطقة التحوّل الشامل.
ولهذا فإن العمود الفقري للسلاسل الجبلية يحتوي على صُخور مقتحمة تحيط بها صخور متعرضة للتحول الشديد. وعندما ترفع الجبال فإن عوامل التعرية تعمل على المواد العلوية، لتظهر تحتها الصُخور النارية والمتحولة التي تشكل العمود الفقري للسلاسل الجبلية، حيث أن صخور التحول الشامل تتكون من نتاج الضغوط الاتجاهية، فإنها عادة ما تكون متورقة. هذا بالإضافة إلى أنه يوجد تدرج في شدة التحول بمنطقة التحول الشامل، فعند الانتقال من منطقة التحول الخفيف إلى منطقة التحول الشديد، فإنه يمكن ملاحظة التغيرات في التركيب المعدني والنسيج الصخري.
ويمكن استعمال الصُخور الرسوبية المتمثلة في الحجر الطيني كمثال مُبسَّط لتدرج عمليات التحول والذي ينتج عنه الأردواز أثناء عمليات التحول الخفيف. أمّا عندما يرتفع الضغط ودرجة الحرارة بمقدار أكبر، فإن المايكا الموجودة في الشيست تتبلّر إلى معادن أخرى مثل الفلسبار والهرنبلند وبذلك ينشأ النايس. وبالإضافة إلى التغيرات التي ذكرت، فإن هناك تغيرات أخرى في التركيب المعدني يمكن ملاحظتها، عندما ننتقل من مناطق التحول الخفيف إلى مناطق التحول الشديد.
وبدراسة الصخور المتحولة واجراء التجارب العملية، قال الباحثون أن لبعض المعادن فائدة كبيرة في الدلالة على بيئة التحول التي تكونت فيها. وباستعمال هذه المعادن الدالة يُفرق العلماء بين النطاقات المختلفة للتحول الشامل، فمثلاً ينتج معدن الكلوريت عند درجات حرارة منخفضة نسبياً حوالي 200 درجة مئوية.


شارك المقالة: