الانزلاق الصخري:
يحدث الانزلاق الصخري عندما تنكسر قوالب من الطبقات الصخرية وتتحرك مُنزلقة أسفل مُنحدر. وهذا النوع من أسرع تبدد الكتل حركة وأكثرها تدميراً. وعادة ما تحدث الانزلاقات الصخرية عندما تكون الطبقات مائلة أو عندما تكون الفواصل والتشققات موازية لسطح المُنحدر. ويتحرَّك الانزلاق الصخري عند قطع قاعدة المُنحدر، أو عندما تزيد مياه الأمطار أو المياه الناتجة عن ذوبان الجليد من لزوجة الطبقات السفلى، إلى درجة تقل فيها الاحتكاك ويصعب على الكتلة أعلاه البقاء في مكانها.
وبناءً على ذلك فإن الانزلاقات الصخرية تكثر خلال فصول نزول الأمطار وذوبان الجليد، كما تشارك الزلزال في دفع حركة الانزلاقات الصخرية كذلك باقي أنواع تبدد الكتل. وفي سنة 1800 تسببت الزلازل بمنطقة نيومدريد بولاية ميسوري الأمريكية في انزلاقات على مساحة 13 ألف كيلو متر مربع في وادي نهر المسسبي، كما أن زلازل منتزة الييلوستون في 16 أغسطس من سنة 1959، مثال اَخر تسبب في انزلاق ضخم بمضيق نهر ماديسون بولاية مونتانا الأمريكية، ففي لحظات انزلق ما يُقدر بحوالي 27 مليون متر مكعب من الصُخور والتُربة والأشجار داخل المقيض؛ ممَّا أدى إلى سد مسار النهر وردم منطقة تخييم وطريق رئيسية.
ويجري نهر جروس فنتر غرباً عند الشمال الغربي لولاية ويومنق الأمريكية وهو أحد روافد نهر السنك. وقد وقع انزلاق بوادي هذا النهر في 23 يونيو بسنة 1925 إلى الشرق من مدينة صغيرة تُسمَّى كيلى، ذلك من الصُخور الرملية والطينية والتُربة وأشجار الصنوبر بدقائق مكوّناً سدّاً يقدر حجمه بحوالي 38 مليون متر مكعب، بارتفاع بلغ 70 متراً وقد انسد مجرى النهر كلياً مكوناً بحيرة اقتلعت مياهها بيتاً كان على ارتفاع 80 متراً فوق مستوى النهر وذلك بعد 18 ساعة من الانزلاق.
وفي سنة 1927 فاضت مياه هذه البحيرة وغُمرت المنطقة الواقعة تحتها. ومثالاً على ذلك الانهيال الذي حصل لمنطقة جروس فنتر، حيث أن ميل الطبقات في هذه المنطقة 15 إلى 16 درجة. والطبقة الطينية الرقيقة توجد تحت الصُخور الرملية. وعملت مياه النهر على انقطاع جزء كبير من الطبقة الرملية. وأثناء ربيع سنة 1925 تسربت مياه الأمطار الغزيرة والمياه الناتجة من ذوبان الثلوج خلال طبقة الصُخور الرملية، مشبعة الطبقة الطينية تحتها. وشدت الجاذبية الكتلة إلى الأسفل، حيث أن الظروف كانت مهيأه لانهيال لا مفر منه.
