ما هو التبركن وحركة الألواح؟

اقرأ في هذا المقال


التبركن وحركة الألواح:

إن الصهير يمكن أن ينتج عندما تسخن الصخور إلى درجة الانصهار. وفي الضروف السائدة على السطح تبدأ الصخور ذات التركيب الغرانيتي في الانصهار عند درجة تقرب من 750 درجة، بينما تحتاج الصخور البازلتية إلى درجات حرارة تفوق 1000 درجة قبل أن تنصهر. وهناك فرق هام بين انصهار مادة مكوّنة من مركب واحد مثل الثلج. وانصهار الصُخور النارية التي هي خليط من عدة معادن متباينة. وبينما يذوب الثلج عند درجة 0 مئوية، فإن معظم الصخور النارية تنصهر في درجة حرارة يصل مداها عدة مئات من الدرجات.
وعند تسخين الصخور فإن أول صهير يتكون يحتوي على نسبة أكبر للمعادن ذات درجات انصهار منخفضة من النسب المئوية لذات المعادن في الصخر الأصلي. وإذا استمر الانصهار فإن تركيب الصهاره سوف يقترب تدريجياً من التركيب العام للصُخور التي استمدت منها. وغالباً ما تتوقف عملية الانصهار قبل انتهائها. وينتج عن هذه العملية المسماه بالانصهار الجزئي إن لم يكن كل أنواع الصهير المختلف.
ومن النتائج الهامة للانصهار الجزئي الحصول على صهارة محتواها من السيلكا أعلى من الصخر الأم، حيث أن محتوى الصُخور البازلتية من السليكا قليل نسبياً وإن محتوى الصُخور الجرانيتية من السليكا أعلى بكثير نسبياً. وبذلك فإن الصهير الناتج عن الانصهار الجزئي هو أقرب إلى الطرف الجرانيتي في تدرج التركيب من مواد الصخر الأم التي استمدت منها.
وهذه الفكرة تساعد على فهم التوزيع الجغرافي للأنواع المختلفة من النشاك البركاني، حيث أن أحد مصادر الحرارة التي تصهر الصخور هي الحرارة المنبعثة أثناء التحلل الإشعاعي للعناصر المشعة، الذي يعتقد بأنها تتركز في الجزء العلوي من الوشاح في القشرة الأرضية، حيث قام العاملون في المناجم بملاحظة أن الحرارة تزداد مع العُمق.
ورغم أن هناك تفاوتاً في معدل الزيادة من مكان لآخر، فهي تصل في المتوسط إلى 30 درجة للكيلو المتر الواحد في الجزء العلوي من القشرة. وتُعرف هذه الزيادة المُطردة لدرجة الحرارة مع العمق بتدرج الحرارة الأرضية، فلو كانت الحرارة هي العامل الوحيد الذي يحدد انصهار الصُخور لأصبحت الأرض كرة منصهرة، فيما عدا القشرة خارجية رقيقة متصلبة. ولكن الضغط هو أيضاً يزداد مع العمق، حيث أن الصُخور تتمدد بالحرارة فإن الصُخور المطمورة تحتاج إلى حرارة أكبر لتنصهر؛ وذلك للتغلب على أثر الضغط المحصور.


شارك المقالة: