ما هو التطور التاريخي للسياحة؟
تعود نشأة السياحة إلى بداية الحياة الإنسانية، وقد مرت السياحة بمراحل متعاقبة هي:
- المرحلة الأُولى:
تبدأ هذه المرحلة مع ظهور الإنسان وتمتد حتى عام 1840 م، حيثُ كان البشر بحاجة إلى التنقل والترحال من مكان إلى آخر، أي أنّ النشاط السياحي السائد خلال تلك المرحلة يتمثل في االتُجار وبيع المُنتجات الأولية والبحث عن العمل والانتقال لزيارة الأماكن المقدسة عند كل عقيدة، أو التنقل بهدف العلاج والاستمتاع والتنزُّه. - المرحلة الثانية: من 1840 إلى 1914 م:
هُناك عدَّة أسباب ساعدت في تطور السياحة، كقيام الطبقات الاجتماعية الدُنيا بالرحلات السياحية، وتزايدت أعدادها، بشكل مُتصاعد، ففي بريطانيا بدأت منذ عام(1841)، رحلات توماس كوك المُنتظمة على شكل زيارات يومية تتم بالقطار، ونقل أفراد الطبقات الدنيا إلى البحر ولمدَّة يوم واحد، لإبعادهم عن جو الفقر والبؤس والعمل المُزري الذي كانوا يمارسونه.
ثُمّ اتسعت دائرة هذه الرحلات لتشمل دول أوروبا والواليات المتحدة الأمريكية، حيث سُميّت هذه الرحلات، باسم(Tour Grand)، و تعتبر هذه الرحلات بداية ظهور المفهوم الجديد للسياحة الحديثة.
المرحلة الثالثة: من 1914 م إلى يومنا هذا:
إنّ دخول الطائرة في مجال النقل المدني ساهم في تقدم النشاط السياحي، ويُعتبر تكامُل وسائل النقل وسفر الأفواج البشرية، البداية الحقيقية للسياحة بمفهومها المُعاصر، والتي أصبحت تُسمّى صناعة السياحة، وظهر هذا الاسم الجديد(Tourism).
إلّا أنّهُ يُمكِن القول أنّ السياحة الحديثة بدأت في الخمسينات من القرن العشرين، خاصَّة بعد الحربين العالميتين الأُولى والثانية، أي استقرار الأوضاع السياسية و ازدهار الأحوال الاقتصادية، مِمّا نتج عنه انتشار شركات السياحة التي تقوم بتنظيم الرحلات الجماعية والأفواج السياحية خارج أوروبا وداخلها، بينما لم تكن هُناك سياحة بالمعنى المعروف حالياً في الدول النامية باستثناء السياحة الدينية.
أمّا خلال الستينات فقد أصبحت السياحة ظاهرة اجتماعية عالمية، حيث بلغ عدد السياح في العالم(1 8,112)، مليون سائح سنة(1965)، في حين بلغت العائدات السياحية العالمية(6,11)، مليار دولار، ففي هذه الفترة بدأت الدول في أوروبا تُخطّط لحاضر ومُستقبل السياحة داخلياً وخارجياً، أمّا الدول النامية فقد دخلت المنافسة الدولية لجذب أكبر عدد مُمكن من السياح.
أمّا خلال السبعينات بدأت الكثير من الدول في تقييم النشاط السياحي الداخلي والخارجي، وأثاره ضمن المتغيرات الاقتصادية في ظل أزمة الدولار، وانتشار ظاهرة التضخم ومُشكلة البطالة.
لكن على الرَّغم من التقدم الذي لحق بصناعة السياحة في القرن التاسع عشر وقبله، إلّا إنّ السياحة تطورت في القرنين العشرين، والواحد والعشرين، خاصّة حين استقرت الأوضاع السياسية و ازدهرت الأحوال الاقتصادية، وزاد الاهتمام بالجوانب الاجتماعية والأخلاقية والنفسية والبيئية للبشر، و تطبيق الأساليب الآلية والتقنية والتكنولوجية في مُختلف القطاعات، فضلاً عن نمو وتطور وسائل الإعلام والاتصال والنقل.