ما هو الدمار الذي تسببه الموجات الاهتزازية؟

اقرأ في هذا المقال


الدمار الذي تسببه الموجات الاهتزازية:

لقد زوَّد زلزال الأسكا الذي حدث عام 1964 العلماء بمفاهيم جديدة عن دور الاهتزازات الأرضية كقوة مدمرة، فبينما تنتقل الطاقة المنطلقة أثناء الزلزال على امتداد سطح الأرض، فإنها تسبب اهتزازات في الأرض بطريقة مُعقّدة فتحرّكها إلى أسفل وإلى أعلى وهذا إلى جانب تحرّكها يمنة ويُسرةً. وتعتمد كمية الدمار التي تسببها الاهتزازات على عِدَّة عوامل وهي حدة ومدة الاهتزازات، طبيعة المواد التي يقع عليها المبنى، تصميم المبنى.
ولقد دمَّرت الاهتزازات جميع المباني متعددة الأدوار في مدينة الاسكا، أمَّا المباني الخشبية الأكثر مرونة التي تستعمل كمساكن فقد كانت أحسن حظاً. ومثال على ذلك الدمار الذي لحق بمبنى شركة جي سي بيني المكونة من خمسة طوابق بمنطقة انكوراج_ الاسكا قليل جداً من الدمار لحق بالمباني المجاورة. ويمكن أن تعزي الخسارة في الأرواح الناشئة عن الزلزال إلى نوع المبنى، ففي سنة 1556 لقي حوالي 830.000 نسمة حتفهم بإقليم شلنس بالصين عندما حطَّم زلزال في الصباح الباكر المنطقة بأسرها.
وكان الكثير من السكان يقطنون مساكن حُفرت في رواسب رياحية دقيقة الحبيبات تُسمَّى رسوبيات الغرين، فقد تهاوت جدران هذه المباني تاركة السقوف تردم سكانها. كما أن ازدحام السكان مع الطرق الحالية المتبعة في بناء المساكن في هذه المنطقة يجعلان احتمال تكرار حادثة 1556 أمراً ممكناً. ولقد لحق الضرر بمعظم المباني الكبيرة في مدينة انكوراج بألاسكا، رغم أنه روعي في في بنائها مطابقتها لمواصفات مباني الزلازل الصادرة عن نظام المبنى الموحد لولاية كاليفورنيا.
وقد يرجع الدمار المكثف إلى الفترة الطويلة غير العادية التي استغرقها الزلزال، والتي قُدِّرت بحوالي 3 _ 4 دقائق. وتتكوَّن معظم الزلازل من رجات تدوم 20 ثانية إلى دقيقة واحدة، حيث أن زلزال 1906 في سان فرانسيسكو قد استمر ما يقارب من 40 ثانية. وتتعرَّض المنطقة الواقعة في نطاق 20 _ 50 كيلومتراً من المركز السطحي للزلزال لنفس الدرجة تقريباً من الاهتزاز الأرضي، لكن هناك تفاوت كبير بشكل رئيسي إلى طبيعة الأرض التي أسست عليها المباني، فمثلاً تعمل الرواسب غير المتماسكة على تضخيم الاهتزازات إلى درجة أكبر من الطبقات الصخرية.
ولذلك فإن المباني الواقعة في مدينة انكوراج والتي بنيت فوق رسوبيات غير متصلبة، قد تعرَّضت إلى دمار كبير. وعلى العكس من ذلك فإن معظم مدينة وتيير قد تعرضت لدمار أقل من جرّاء الموجات الاهتزازية، رغم وقوعها في منطقة أقرب إلى المركز السطحي من مدينة انكوراج؛ وذلك لأن مدينة وتيير تقع على قاعدة صلبة من صُخور الجرانيت ومع ذلك فقد دمرتها موجة بحرية اهتزازية.


شارك المقالة: