ما هو السير اليومي للحرارة؟

اقرأ في هذا المقال


السير اليومي للحرارة:

تتبع درجة الحرارة اليومية كمية الإشعاع الشمسي الواصل إلى الأرض، لكنها تختلف عنه بعض الوقت، فالإشعاع الشمسي الواصل إلى الأرض، يُمتص أولاً من الأرض فتسخن وتشع نتيجة سخونتها فيمتص الهواء الحرارة من الإشعاع الأرضي. وهذه الآلية تؤدي إلى تخلف الحرارة عن الإشعاع الشمسي بعضاً من الوقت، فعندما تشرق الشمس تبدأ الأرض تَسخن من استلامها للإشعاع الشمسي وبنفس الوقت فهي تشع إشعاع إلى الهواء.
ولكن ما تكتسبه الأرض أكبر، ممَّا تفقده لذلك تبدأ درجة الحرارة بالارتفاع. وعند الظهيره تصل كمية الإشعاع الشمسي إلى أعلى مستوى لها، لكن ما زال ما يُفقد من الأرض أقل ممّا يُكتسب، لذلك تستمر درة الحرارة بالارتفاع. وبعد منتصف النهار تبدأ كمية الأشعة الواصلة إلى الأرض تقل تدريجياً نتيجة ميلان الشمس. وعندما يتساوى المكتسب مع المفقود من الإشعاع الشمسي تُسجل أعلى درجة حرارة لذلك اليوم. وإن المفقود والمكتسب يتقاطعان في الساعة الثالثة بعد الظهر تقريباً. وهو وقت تسجيل درجة الحرارة العظمى في العروض الوسطى في فصل الصيف. وعند تسجيل العظمى بعد الظهر تستمر كمية الإشعاع الشمسي بالتناقص.
ويستمر الإشعاع الأرضي المفقود بالزيادة لفترة ثم يعود لينقص؛ وذلك بسبب تناقص الإشعاع الشمسي الممتص. ولكن يستمر ما يُفقد أكثر ممّا يُمتص فتنخفض بذلك درجة الحرارة المسجلة. وبعد غياب الشمس فإن الأرض تستمر بفقدان الطاقة التي اكتسبتها خلال النهار. ونتيجة عدم وجود تعويض عمَّا يُفقد من طاقة في وقت الليل تستمر درجة الحرارة بالانخفاض، حيث تُسجل أقل حرارة عندما تَفقد الأرض أكبر كمية من الطاقة أثناء الليل وهذا يتوافق مع فترة قبل الشروق مباشرة.
فقبل شروق الشمس تُسجل درجة الحرارة الصغرى ويختلف هذا التوزيع إذا كان اليوم غائماً، فالغيوم تقلل من الإشعاع الشمسي الوارد، كما يختلف التوزيع إذا غزت كتلة هوائية باردة المنطقة في النهار؛ ممّا يؤدي إلى خفض مفاجئ في درجة الحرارة، كما يختلف إذا كانت السماء في الليل غائمة، فالغيوم تقلل من الإشعاع الأرضي المفقود، كما تحصره بين كمل من طبقة الغيوم والأرض فتتباطأ عملية انخفاض درجة الحرارة ليلاً. كما يختلف هذا التوزيع بين الصيف والشتاء، ففي الشتاء يكون الليل طويل والنهار قصير، حيث تُسجَّل العظمى في تمام الساعة الواحدة بعد الظهر كما يختلف هذا التوزيع بين العروض كذلك.


شارك المقالة: