ما هي الفوهات البركانية؟

اقرأ في هذا المقال


الفوهات البركانية:

إن لمعضم البراكين فوهات كبيرة جداً تُسمَّى كالديرا، فمن المعتقد بأنه يوجد أنواع من الفوهات البركانية (الكالديرا) تتكون عندما تنهار قمة البركان حتى تظهر غرفة الصهير الفارغة جزئياً، حيث تقع بحيرة الفوهه بولاية أوريجون التي يبلغ عرضها 8-10 كيلومتـرات وعمقها 1300 متر. ولقد بدأت بحيرة الفوهة هذه في التكوين منذ حوالي 7000 سنة، عندما ثار البركان الذي سمي فيما بعد بجبل بازاما وخرج منه رماد كثيف مثل رماد بركان فيسوفياس.
لكن هذا الفوران التاريخي كان أكبر بكثير، فقد خرج منه ما يقدر بخمسين إلى سبعين كيلو متراً مكعباً من المواد البركانية. ونظراً لنقل هذه الكمية وافتقارها إلى الدعم من أسفل فقد تحطم جزء يبلغ 1500 متر من المخروط الذي كان ارتفاعه 3600 متر وبعد تهدم المخروط ملأت مياه الأمطار الكالديرا المتكونة. وبعد فترة من الزمن تكون مخروط صغير من الرماد يُسمّى جزيرة ويزارد؛ أي الجزيرة الساحرة والتي تُذكرنا اليوم بأخبار الأمس المنسية.
ولقد نتجت الكالديرا عند الفوران الخارق للبركان الأنونيسي كراكاتووا عام 1883 وسمع هذا الانفجار الذي لم يسبق له مثيل من مسافة 4800 كيلو متر في جنوب أستراليا، بينما تطاير البيوميس والرماد ألاف الأمتار في الجو. وبعدما يأتي يومين كاملين من الظلام الدامس، بدأت السماء تنقشع واتضح أن ثُلثي هذه الجزيرة قد إختفى. وربما انهار جزءاً من البركان وملأ الفراغ الذي تركه تدفق 18 كيلو متر مكعباً من الصهير.
وكان البيوميس الصخر الخفاف يشكل معظم المواد المقذوفة. وبعد الانفجار بقيت هذه الكمية الضخمة طافية؛ ممَّا أعاق الملاحة في مضائق جزر سوندا المجاورة. ورغم خلو جزيرة كراكاتوا من السكان إلا أن الموجة البحرية المدمرة التي بلغ ارتفاعها 30 متراً، التي سببها الانفجار، قد أدت إلى وفاة 36000 نسمة في منطقتي جاوا وسومطرا المتجاورتين. وتوجد عدة أحجام من الكاليديرا يبلغ عرض أكبرها 20 كيلو متراً.
وبطبيعة الحال، نتجت بعض أنواع الكاليديرا من الهبوط الذي يحدث عند تغير وجهة الصهير نحو جوانب الفوران، مثل الكاليديرا مونلاوا وكيلاوا، بينما ينتج بعضها الاَخر عن حادثة الانفجار التي تقذف بالجزء الأعلى من البركان كما حدث في جبل هلينز عام 1980، حيث أن معظم الكالديرات تكونت ما قبل التاريخ فإن طريقة تكونها غير معروفة تماماً.

المصدر: علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.خاطر، نصري ذياب/الجغرافيا الطبيعية/2012.


شارك المقالة: