النسيج الناري للصخور النارية:
كلمة النسيج تعني بالنسبة للصُخور النارية وصف المظهر الكلي للصخر، حسب حجم وترتيب بلورات المتماسكة. ويعتبر النسيج خاصية مهمة جداً؛ لأنه يوضح الكثير عن البيئة التي تنشأ فيها الصُخور. ويمكن للعلماء عن طريق هذه الحقيقة أن يستقروا في نشأة الصُخور حتى أثناء الدراسة الحقلية، حيث لا تتوفر الأجهزة المعقدة.
ومن أهم العوامل التي تؤثر في نسيج الصُخور هي معدل برودة الصهير. وقد فهمنا من خلال التبلور أن التبريد السريع ينتج بلورات صغيرة، بينما ينتج التبريد البطيء بلورات أكبر حجماً. ومن البديهي أن يكون معدل التبريد البطيئ حتى في غرفة الصهير الواقعة في أعماق القشرة الأرضية، بينما تتصلب طبقة رقيقة من الابة نابطة في غضون ساعات فوق سطح الأرض.
كما تتصلب القطع الصغيرة المقذوفة في الهواء خلال لحظات الاندفاع الشديد للبراكين. وللصُخور النارية التي تتكون عند سطح الأرض أو على شكل كتل صغيرة في الجزء العلوي من القشرة عاد في نسيج صغير للحبيبات، يُسمى النسيج الدقيق. وكتعريف عملي فإن للصُخور ذات النسيج الدقيق حبيبات دقيقة جداً لا يمكن التعرف على المعادن المكونة لها بالعين المجردة.
وبالرغم أنها لا يمكن تحديد المعادن المكونة للصُخور ذات النسيج الدقيق، إلا أنها يمكن تصنيفها إلى لون فاتح أو متوسط أو غامق. وباستعمال هذه الطريقة من أجل التصنيف نجد الصُخور ذات اللون الفاتح، هي تلك المتكونة من معادن سليكات غير الحديد والمغنيسيوم فاتحة اللون بصورة رئيسية وهكذا. ومن المناظر المألوفة بعدد كبير من الصُخور الدقيقة الحبيبات بأنها فراغات ناشئة عن تسرب الغازات منها.
وهذه الفتحات الكروية أو ذات الاستطالة تُسمى الحويصلات وهي مقصورة على الجزء الخارجي من طفوح اللابة. ففي المناطق الخارجية للجريان اللابي يتم التبرد بسرعة كافية لتجمد اللابة؛ ممَّا يحفظ الفقاعات المتكونة بفعل تسرب الغازات. وعندما تتصلب كتل كبيرة من الصهير بعيداً تحت سطح الأرض، فإنها تُكون صخوراً نارية لها نسيج ذو حبيبات كبيرة يُسمى النسيج الخشن. وهذه الصُخور ذات الحبيبات الكبيرة تبدو على هيئة كتلة من البلورات المتراصة التي تتساوى في الحجم تقريباً، التي هي من الكبر بحيث يمكن تحديد المعادن التي تحتويها بالعين المجردة.