توزيع المنخفضات الجوية واختلاف بعضها عن بعض

اقرأ في هذا المقال


ما هو توزيع المنخفضات الجوية واختلاف بعضها عن بعض؟

إن المنخفضات الجوية تحدث في مناطق كثيرة من العالم، ذلك في العروض المعتدلة ما بين خطي عرض 35 درجة و65 درجة في نصف الكرة الشمالي ونصف الكرة الجنوبي، وهي العروض التي تكون فيها الرياح الغربية ويحدث فيها اجتماع الكتل الهوائية المدارية مع الكتل الهوائية القطبية، لكن المنخفضات الجوية تكثر في بعض الفصول عنها في فصول أخرى، ففي حوض البحر المتوسط نجد بأن المنخفضات تكثر بشكل خاص في الشتاء والصيف، أمَّا في غرب أوروبا فإنها تكثر في فصلي الشتاء والخريف.
كما أن مرور المنخفضات الجوية يسبب في العادة حدوث تقلبات مفاجئة في الطقس فيشتد هبوب الرياح وتسط الأمطار بكثافة وقد تظهر عواصف رعدية وغير ذلك من التقلبات الجوية، كما يجب أن نخلط بين المنخفضات الجوية (أو كما تُسمَّى أعاصير المنطقة المعتدلة) وبين الأعاصير المدارية التي تظهر في المنطقة الحارة ما بين المدارين، كما تتحرك المنخفضات الجوية بعد تكوينها من الغرب إلى الشرق بشكل عام ولو أنها تغير اتجاه سيرها بشكل تدريجي أو فجأة وتنحرف باتجاه الشمال الشرقي أو الجنوب الشرقي.
كما يوجد مسالك أساسية في العالم تتبعها معظم المنخفضات الجوية في المنطقة المعتدلة، ومسالك تحدث عندها الأعاصير المدارية، كما أن السرعة التي تتحرك فيها المنخفضات فإنها لا تكون ثابته ولكنها تتراوح في المتوسط ما بين 20 إلى 30 كيلومتراً في الساعة، كما قد يحدث في بعض الأحيان أن يبقى المنخفض الجوي في مكان واحد لعدد من الأيام، فهذا ما يتم حدوثه مثلاً في بعض المنخفضات الشتوية التي تمر إلى الشمال من مصر في فصل الشتاء، فمثلاً فإن إحدى هذه المنخفضات تتمركز بشكلٍ كبير على جزيرة قبرص، حيث يبقى في مكانه ثابتاً لعدد من الأيام فيكون الجو في شمال مصر دائم الاضطراب.
كما أن المنخفضات الجوية تختلف بعضها عن بعض من حيث الاتساع، فإن بعضها يغطي منطقه يزيد مساحتها على 155 كيلومتر، حيث نجد أن بعضها الآخر يغطي منطقة لا تزد مساحتها عن 300 كيلومتر، أمَّا تأثير المنخفض الجوي فقد يظهر في مناطق تبعد عن مركزها كثيراً، حتى أنه قد يكون السبب في وصول رياح باردة قطبية إلى المناطق التي تكون مدارية حارة، أو وصول رياح دافئة من المناطق المدارية إلى الأقاليم الشمالية الباردة.

المصدر: يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.يسرى الجوهري/اسس الجغرافية العامة/1977.سامح غرايبة/المدخل الى العلوم البيئية/1987.حسن أبو سمور/الجغرافيا الحيوية/1995.


شارك المقالة: