المد والجزر في توليد الطاقة:
إن بزيادة تكاليف انتاج الطاقة ونضوب المخزون النفطي تم الاهتمام بإيجاد سبل أخرى لإنتاجها. وبالرغم من اقتراح عدة طرق لتوليد الطاقة الكهربائية من المُحيطات، إلا أنه لم يحسن استغلالها إلى الآن. كما يعتبر المد والجزر لعدة قرون أهم مصادر الطاقة بالمُحيطات، فمع بداية القرن الثاني عشر استغل الدولاب المائي الذي تحركه قوى المد والجزر في إدارة طواحين الحنطة ومناشير الخشب.
وقد كانت على سبيل المثال أكثر حاجيات مدينة بوسطن الأمريكية من الدقيق مصدره طواحين المد والجزر، خلال القرنين السابع والثامن عشر. ولزيادة الطلب في يومنا هذا يلزم إيجاد سبل أكثر تقدماً وتقنية لاستغلال القوى الناتجة عن الارتفاع والانخفاض الدائمين في مستوى مياه المحيط، ويمكن تسخير قوة المد والجزر ببناء سد عبر خليج أو مصب نهر بمنطقة ساحلية ذات مدى ملحوظ بين منسوبي مدها وجزرها.
وتعمل هنا الفتحة الضيقة بين الخليج والمُحيط على ابراز الفرق بين مستوى الماء عند المد وعند الجزر، كما يُستفاد من اندفاع الماء عند دخوله الخليج وعند خروجه في إدارة المولدات الكهربائية. وخير مثال لتسخير قوة المد والجزر مشروع إنتاج الطاقة على نهر الرانس الموجود في فرنسا. وهو يُعتبر أكبر المولدات المدارة بقوة المد والجزر. وقد بدأ العمل في عام 1966 م حيث ينتج ما يسد حاجة إقليم بريتاني من الطاقة الكهربائية إلى جانب مساهمته في سد بعض من احتياجات عدة مناطق أخرى.
ويوجد بالقرب من مرمانسك بالاتحاد السوفياتي وتالينج بالصين محطات تجريبية أصغر حجماً لإنتاج الطاقة الكهربائية. هذا ولم يستفيد بعد من طاقة المد والجزر في كثير من بلدان العالم بالرغم من وجود مواقع مثالية لاستغلالها. ومثال على ذلك خليج باساماكودي بولاية مين الأمريكية، حيث يبلغ الفرق بين منسوب المد والجزر 15 متراً.
وفي معظم الشواطئ يصعب الاستفادة من هذا المصدر للطاقة يصعب الاستفادة من هذا المصدر للطاقة، حيث يكون مدى الفرق بين المد والجزر أقل من 8 أمتار أو لغياب الخلجان الضيقة؛ ممَّا يجعل مثل هذا المشروع غير اقتصادي التكاليف. ولهذا السبب سوف لن يساهم هذا المصدر من الطاقة الكهربائية بنسبة كبيرة من حاجيات العالم المتزايدة، غير أنه يجب أن لا يتوقف السعي إلى استغلال المد والجزر كمصدر للطاقة.