ما هو شكل المجرى المائي؟

اقرأ في هذا المقال


شكل المجرى المائي:

إن شكل المجرى المائي يساوي نسبة عرض المجرى إلى عمقة F=w/d، حيث أن F: شكل المجرى، w= عرض المجرى، d= عمق المجرى.
وتعكس هذه القرينة الخصائص الهايدرولوجية للأنهار إلى حد بعيد، فكلَّما انخفضت قيمة F، كان عمقه أكبر من عرضه. وتدلّ زيادة عُمق النهر على ضيق مجراه وتزايد التصريف المائي. ويحدث ذلك إذا كانت الزيادة في العرض محدودة نسبياً بينما يتعرض التصريف المائي لزيادة مضطردة. ويمكن أن يزداد عرض النهر (زيادة قيمة F) إذا ثبت العمق(d) أو زاد بصورة محدودة، بينما زاد التصريف المائي بصورة مضطردة.
كذلك، يلقي شكل الحوض الضوء على نوعية المواد الصخرية أو التربة المكوّنة لضعاف النهر. وبصورة عامة، يزيد عرض النهر على حساب العمق وترتفع قيمة (F) إذا تكونت ضفاف النهر من رمال ومواد خشنة. أمّا إذا تكوَّنت الضفاف من مواد غرينية أو طينية فتتوقف الزيادة في عرض النهر، بينما يستمر النهر في تعميق مجراه؛ ممّا يؤدي إلى خفض قيمة (F).
ويعود ذلك إلى تماسك التكوينات الطينية لاحتفاظها بكمية مناسبة من الرطوبة تسمح بنمو الأعشاب؛ ممّا يزيد من مقاومة هذه الضفاف للحت الجانبي، ذلك على عكس الضفاف الرملية مرتفعة النفاذية. وقلَّما تسمح باختزان الرطوبة أو نمو الأعشاب. ويمكن التعبير عن العلاقة بين شكل المجرى ونوعية المواد المكوّنة للضفاف بالمعادلة:
1.08- F=255m، حيث أن m= نسة الغرين والطين، Sc= نسبة الغرين والطين في طمي القناة، Sb= نسبة الغرين والطين في الضفة، D= عمق القناة و w= عرض القناة.
وتتخذ المقاطع العرضية للأنهار أشكالاً مختلفة يحددها تفاوت عمق المجرى ودرجة انحدار الضفاف، فمنها ما يكون ضيقاً ذا ضفاف شديدة الانحدار وعلى شكل الحرف (U)، بينما تُطور أنهار أخرى مجاري أكثر اتساعاً وذات ضفاف أقل انحداراً وعلى شكل الحرف (V). وقد اعتبرت أنهار الشكل (U) في مرحلة الشباب، بينما الأنهار ذات الشكل (V) في مرحلة النضج أو الشيخوخة.
وعلى أية حال، فإن شكل المجرى النهري يمثل نتاج تفاعل الظروف المناخية والتضرس ونوع الصخر والبناء الجيولوجي. ويؤثر المُناخ بشكل مباشر على كمية التصريف المائي، كما يحدد نوعية وكثافة الغطاء النباتي، فالأنهار في المناطق الغزيرة الأمطار والأقاليم الاستوائية تكون عميقة وضيقة المجرى، لارتفاع الكثافة النباتية التي تحدّ من الحت الجانبي.


شارك المقالة: