ما هو معدل حركة المجالد الجليدية؟

اقرأ في هذا المقال


معدل حركة المجالد الجليدية:

خلافاً لِما هو معروف على حركة مياه الأنهار فإن حركة المجالد لا تلاحظ بنظرة عابرة. وإذا ما تمكَّنا من مشاهدة مجلد متحرك بوادي جبلي، فسنلاحظ أن حركته تشبه حركة مياه الأنهار، حيث أن الجليد لا يتحرَّك بمعدل سرعة واحدة نتيجة مقاومة قاع المجرى وجدرانه، بل أن الحركة تكون أسرع عند وسط المجرى، حيث أن الاحتكاك بسهول القاع عمل على إبطاء حركة الجزء الأسفل من المجلد، بالإضافة إلى التأثير المماثل بجوانبه فإن الحركة تكون بمعدل أسرع عند المنتصف.
كما يرجع تاريخ أول محاولة لقياس حركة المجالد إلى أكثر من مائة سنة، ففي تلك التجربة شقَّت مجموعة من العصى في خطوط مستقيمة بعرض مجلدة البينية. وبمشاهدة مواقع هذه العصى على فترات من الزمن تم التوصل إلى نوع الحركة بالمجالد. ما هي سرعة حركة المجالد؟ حيث يعتمد معدل سرعة الحركة من مجلد إلى مجلد آخر وبعضه قد تكون حركته بطيئة جداً؛ ممَّا يسمح للأشجار والأعشاب أن تنمو على المخلفات الرسوبية التي تتراكم على سطحه، بينما بعض المجالد يتحرك بمعدل سرعة قد تصل إلى عدة أمتار في اليوم الواحد فقط.
وتنقسم حركة المجلدات إلى قسمين حيث يكون الجليد تحت أعماق أكثر من 50 متر، كما تتميز حركة بعض المجالد بفترة حركة سريعة تتبعها فترة تقارب وسكون، كما تُعرف فترة الحركة السريعة هذه بالتمور. وعلى سبيل المثال فقد تقدم مجلد حسان أباد بجبال كراكورام الموجود بإقليم كشمير شمال غرب الهند ما يقارب عشرة كيلومترات، في أقل من ثلاثة أشهر أي بمعدل مئة وثلاثين متراً في اليوم الواحد تقريباً، حيث لا يعرف سبب أو أسباب هذه الحركات المفاجئة.
فقد يكون أسفل المجلد ملتصق بالقاع الصخري لمجرى وعند ذوبان جزء منه، وبالتالي تحرره حيث ينطلق بحركة سريعة وبشكل مفاجئ، كما يعتقد البعض أن مقدمة المجلد تعمل كسد تعيق حركته ويتزايد الضغط الناتج عن دفع الجليد من ورائها يندفع المجلد في حركة مفاجئة. ومثال على ذلك تدفق فاريجيتد الالبيني الموجود بالآسكا، حيث تم أخذ صورتين جويتين تفصل بينهما سنة الأولى عام 1964 والثانية عام 1965، حيث يكون حجم المجلد بين 20 إلى 50 ضعفاً أثناء التدفق مقارنة بمرحلة الهدوء.


شارك المقالة: