أعمال الاستنزاف الأرضي:
حيث تشمل جميع الأنشطة التي يقوم بها الإنسان بقصد الحصول على مواد الأرض المختلفة، مثل مواد البناء أو المعادن أو النفط أو الغاز الطبيعي والماء الباطني، حيث يتم ذلك من خلال الفعاليات التالية:
- التحجير: يحصل الإنسان على معظم مواد البناء اللازمة للمشاريع الانشائية؛ من خلال تحجير المواد الصخرية المختلفة من مواقع ذات مزايا إنشائية مناسبة. ويؤخذ بعين الاعتبار هنا ملاءمة المواد الصخرية للمواصفات الهندسية، مثل الصلابة والتركيب المعدني وخلوَّها من الشوائب ومخزونها الاحتياطي وقربها من السطح ومواقع الاستعمال، مع مراعاة أثر عمليات التحجير على تلوث البيئة المحلية، إضافة إلى عامل كلفة الاستثمار.
إذ تختلف هذه المواصفات في حالة السعي للوصول على مواد صخرية ناعمة، حيث تستعمل في صناعة الطوب، كالمواد الجيرية والرملية والطينية أو كتل صخرية هندسية الشكل تستعمل في إقامة المباني، كالحجر الجيري والبازلتي، أو رصف أرضيتها كالرخام والغرانيت مثلاً. ويلاحظ هنا تزايد حجم المواد الصخرية المستنزفة من سطح الأرض وبأعماق مختلفة، مع تزايد الحركة العمرانية في مختلف مدن العالم والتزايد السكاني المسبب لها؛ بحيث تجاوزت عمليات التحجير حدود المدن إلى مناطق أكثر بُعداً. - التعدين: فصعدت عمليات التعدين وبخاصة بعد الثورة الصناعية بهدف الحصول على مواد الخام اللازمة للصناعة، مما أحدث تغيرات هامة في مناطق التعدين حيث تدفق السكان بأعداد كبيرة وشيدوا القرى والمدن التعدينية المختلفة. كما تتم عمليات التعدين إما بواسطة حفر المناجم العميقة الرأسية أو أفقية الامتداد أو على شكل جرف سطحي.
وقد شهدت مواقع خامات الحديد، النحاس، الفوسفات، كذلك مواقع الفحم الحجري والنفط والغاز الطبيعي، إضافة إلى مواقع ضخ المياة الجوفية نشاطاً متزايداً في أعمال التعدين؛ لارتباط ذلك بنمو سكان العالم المتسارع والتقدم التقني والعلمي الذي خدم، بل سهل عمليات التعدين وساهم في التطور الصناعي والثقافي لمختلف شعوب العالم. ولا يقتصر حجم نشاط التعدين على كميات المعادن المستخرجة نفسها، بل يتضمن كميات هائلة من الشوائب التي تأوي المعادن. ويتم استخراجها معها قبل أن يتخلص منها وتنتهي بتراكمات صخرية تساهم في حدوث أخطار بيئية، كالتلوث والانهيارات الأرضية.
فعلى سبيل المثال قد تبلغ نسبة المعدن كالنحاس 0.09% بينما تصل نسبة الشوائب إلى 91%؛ ممّا يعني أن كل مئة طن من المواد المستخرجة من باطن الأرض، تحتوي على 9 أطنان نحاس فقط، قد تقل النسبة عن ذلك في كثير من المعادن الأخرى كالذهب.