أماكن تواجد الصخور المتحولة:
إن الصخور المتحولة تنشأ غالباً في أحد البيئات التالية على امتداد الصدوع، أو في مواقع التماس مع كتل الصُخور النارية، أو أثناء العمليات النشطة المصاحبة لبناء الجبال. وفيما يلي توضيحها:
- التحول على امتداد الصدوع: عندما تحدث الصدوع قرب سطح الأرض، فإن الضغط وحرارة الاحتكاك التي تنتج بسبب الامتداد في منطقة الصدع، تكون صخوراً تماسكها قليلة ومؤلفة من قطع صغيرة ومشوهة. وتُسمَّى هذه الصخور بريشة الصدوع إذا كانت مكونة من قطع مزواة. أمّا الصُخور المتحولة الناتجة عن امتداد الصدوع في أعماق الأرض، فإنها تشبه إلى حد كبير الصخور الناشئة بالعمليات التحويلية الأخرى.
ولهذا فإنه لا يمكن التعرف على نشأتها عن طريق الفحص العادي. وتعتبر الصخور المتحولة الناشئة عن امتداد الصدوع ليس لها أهمية، إذا ما قورنت كمية الصخور المتحولة الناشئة من النوعين الآخرين. ورغم ذلك فإن هذه الصخور المُحببة تعتبر مُهمة في بعض المواقع، فمثلاً يوجد على امتداد فالق سان أندرياس في كالفورنيا نطاق من برشة الصدوع وصخور مصابة تمتد مساحة 1000 وبعرض 3 كيلو متر. - تحول التماس: يحدث تحوّل التماس عندما تمسّ الصخور المنصهرة صخوراً باردة ويمكن التعرف بسهولة على الصخور المُعرّضة لتحوّل التماس، عندما تكون قريبة من سطح الأرض، فيكون هناك فرق كبير في درجات الحرارة ببين الصهير والصخور المحيطة به. وليس هناك شك في أن تحوّل التماس يلعب دوراً نشطاً في أعماق الأرض، لكن التغيرات العامة التي يسببها التحول الشامل قد تطمس آثارها. وأثناء تحول التماس هناك نطاق يُسمَّى بالأذينة وهو يحيط بالصهير الذي يحتل المكان.
فيتكوَّن للأجسام الصغيرة المقتحمة، مثل الجذة الموافقة أو الجذة القاطعة، وهي أذينات لا يزيد سُمكها عن بضعة سنتيمترات، أمّا الأجسام النارية الكبير مثل الباتوليت واللاكوليث، فتكون نطاقات من الصخور المتحولة يبلغ سُمكها عدة كيلومترات. وتتألف هذه الأذينات الكبيرة من نطاقات متحولة محددة، فقرب جسم الصهير يمكن أن تنشأ معادن الحرارة العالية مثل الجرانيت، بينما تنشأ معادن الحرارة المنخفضة مثل الكلورايت بعيداً عنه. ويتوقف حجم الأذينة الناتجة عن التركيب المعدني للصخور المجاورة وعلى تواجد الماء بالإضافة إلى حجم جسم الصهير المقتحم. وفي الصُخور النشطة كيميائياً مثل الحجر الجيري تمتد منطقة التأثر إلى مسافات تبعد عشرات كيلومترات من الجسم الناري.