أهمية الأحواض المائية:
تحتل الأحواض المائية مجالاً واسعاً في الدراسات النظرية والتطبيقية متعددة الأغراض والاهتمامات. ومن أمثلة على ذلك ما يلي:
- الأهمية الهايدرولوجة: ترتبط الأحواض المائية بالموارد المائية المُتاحة في المناطق المختلفة. وأيَّة دراسة لأي من هذه الموارد لا تأخذ بعين الاعتبار مدخلات الدورة الهايدرولوجية الحوضية، حيث تعتبر منقوصة ولا تحقق أهدافها النظرية أو التطبيقية. ومن أمثلة ذلك تحديد الموازنة المائية (متغيرات وحجم الفائض والعجز المائي)، كذلك تحديد الطاقة التخزينية للسدود وإدارة وتخطيط استعماات الموارد المائية التي توفرها الأحواض المائية المختلفة.
- الأنشطة البشرية: تكتسب الأحواض المائية أهميتها بالنسبة للإنسان لكونها مصادر ثورة طبيعية واقتصادية متنوعة. ولعل أهم ذلك يتمثل بالأنهار. وقد لعبت الأنهار وأحواضها المائية دوراً هاماً في تاريخ النشاط البشري ابتداءً من الحضارات القديمة كالحضارات الصينية، المصرية، العراقية القديمة، مروراً بالمراحل التاريخية المتعاقبة وحتى الوقت الحاضر، إذ نجد أن الأنشطة البشرية الرئيسية ارتبطت بمواقع الأنهار، سواء على امتداد مساحاتها الحوضية أو عند بيئات مصابها للأسباب التالية:
- وفرة الماء اللازم للأغراض المختلفة، حيث منها الاستعمالات المنزلية والري، ما يرتبط بها من أنشطة تتعلق بالصيد النهري والملاحة النهرية.
- ما ترسبها الأنهار من ترب فيضية خصبة تتجمع على طول مجاريها الحوضية على شكل مصاطب نهرية ورسوبية أو سهول فيضية، أو عند بيئة المصب على شكل دلتا نهرة أو مروحة فيضية.
- ما تحتضنه الأحواض المائية من شلالات مائية ساهمت في توليد الطاقة، أو غابات ونباتات مختلفة أُستغلت كمصدر للأخشاب ومواقع للرعي. كما جذبت أنشطة التعدين والتحجير، حيث ساعدت تراكيبها الجيولوجية في ذلك. كذلك، فقد وفَّرت الأحواض المائية عامل جذب سياحي؛ نظراً لِما تمتاز به من تضرس جعلها مصايف معتدلة المناخ، أو مشاتي تنشط فيها رياضة التلج على الجليد، يمارس فيها السياح أيضا الصيد البري لغناها بالحياة البرية المتنوعة.
- وفرة الماء اللازم للأغراض المختلفة، حيث منها الاستعمالات المنزلية والري، ما يرتبط بها من أنشطة تتعلق بالصيد النهري والملاحة النهرية.
- الأخطار البيئية: إن كثيراً من الأخطار البيئية تبدأ في نشأتها داخل حدود الأحواض المائية؛ ممّا يتطلب عند معالجتها تتبع هذه الأخطار والمشاكل إلى أقصى امتداد انتشارها في الأحواض المائية. ومن أمثلة ذك التلوث النهري وانجراف التربة والإنهيارات الأرضية والفيضانات.
- الأهمية الجيومورفولوجية: حيث ينتمي سطح اليابسة إلى مجموعة الأحواض المائية التي تشكل بيئات تغذية مائية ورسوبية للجريانات المائية السطحية القنوية؛ ممّا يجعل أية مساحة من هذا السطح تتبع واحداً من الأحواض المائية التي تتضمن مختلف أشكال الأرض، حيث تنشط فيها العمليات الجيومورفولوجية المسؤولة عن نشأتها أو تطورها.