اتجاهات عملية التجوية:
يمكن أن تؤدي عوامل التجوية إلى اختلاف معدلاتها مكانياً والتي تتضح من خلال إبراز اتجاهاتها التالية:
- التجوية الاختيارية: تتعرَّض المكاشف الصخرية لعمليات تجوية شاملة تتناول جميع أجزائها، غير أن التنوّع المعدني يؤدي إلى تفاوت استجابتها إلى التجوية، حيث ترتفع معدلاتها في مناطق التي تكون فيه الصخور ضعفية وتنخفض كلَّما زادت مقاومة الصُخور لها.
ولا يشترط أن يتكرر هذا التفاوت في المساحات الواسعة، بل يمكن أن يكون محلياً بدلالة تطور بعض أشكال الأرض التي تعكس ذلك، مثل حُفر التجوية أو الصخور الارتكازية. ومن ناحية أخرى، قد تؤدي عوامل غير الصخرية إلى نفس النتيجة، مثل تباين المناخ المحلي وأشكال الأرض المحلية والغطاء النباتي ورطوبة التربة. - جبهة التجوية: اقترح هذا المصطلح (مابوت) عام 1961، ليشير إلى سطح الفراش الصخري المعرض لعمليات التحوية ويتجمع فوقه مباشرة نتاج التجوية. ويمكن أن تكون جبهة التجوية واضحة المعالم، كما هو الحال بالنسبة للصخور المتجانسة معدنياً ومقاومة للتجوية، كالغرانيت والبازلت أو أن تكون غير منتظمة وبمناسب مختلفة تختلط فيها مع نتاج التجوية، كما تنتج عندما يكون سطح الفراش متفاوت في مقاومة التجوية أو أن تختلف معدلاتها من مكان لآخر؛ بحيث يصبح سُمك المادة الأبوية أو نطاقات التربة عموماً غير متساوية السُمك فوق نفس الفراش الصخري.
ويرتبط منسوب جهة التجوية أيضاً بعُمق التجوية الذي يخضع لعامل وفرة الماء المُتسرّب ونفاذية الصخر، انحدار السطح، ميل الطبقات الصخرية. وقد يقتصر عمق التجوية على السطح مباشرة. كما هو الحال بالنسبة لفعل التجوية الميكانيكية بالتسخين والتبريد في الأقاليم الجافة، حيث تصبح جميع أجزاء المكاشف الصخرية جبهة تجوية.
ومن ناحية أخرى، قد يزداد عمق التجوية إلى أكثر من مائة متر؛ ممّا يعني تراجع في جبهة التجوية وزيادة سُمك التربة (نتاج التجوية) ووصول المعادن إلى مراحل متقدمة جداً في عمليات التجوية الكيماوية، كما هو الحال في معظم الأقاليم الاستوائية. - التجوية على مرحلتين: إن الجلاميد، التلال المنعزلة، الصُخور القلبية الغرانيتية تنشأ بفعل عمليات التجوية، كما أن هذه العملية لها تأثير وتحديداً على الصُخور النارية الباطنية، التي تمتاز بوجود نظام مناسب من المفاصل والتشققات. إذ يتسرَّب الماء في المرحلة الأولى عبر هذه المفاصل ويمارس تجوية كيماوية فاعلة؛ بحيث تؤدي إلى اتساع هذه المفاصل بشكل مضطرد، بخاصة على أطراف الكُتل الصخرية التي تحيطها من جميع الاتجاهات.