ما هي الأخاديد البحرية وتيارات العكر؟

اقرأ في هذا المقال


الأخاديد البحرية وتيارات العكر:

تتكوَّن الأخاديد البحرية الضيقة على المنحدرات القارية وتصل في بعض الأماكن إلى أعماق 3 كيلومترات. وقد تتواجد هذه الوديان كامتداد بحري لبعض الأنهار، غير أنها لا ترتبط بمجاري الأنهار في كثير من الأحيان. وبالإضافة إلى ذلك فإن هذه الأودية تمتد إلى أعماق تفوق بكثير أدنى حد لمستوى مياه البحر أثناء الزمن الجليدي. ولا نستطيع ربط تكوّنها بتعرية المجاري المائية.
وتشير معظم الشواهد المتوفرة على أن هذه الأودية قد تكونت بواسطة تيارات العكر، والتي لها القدرة على العمل تحت أعماق كبيرة. وتيارات العكر هي حركة المياه المحملة برسوبيات كثيفة على المنحدرات. وتتكوَّن بحركة الرمال والطين على الرف والمنحدر القاريين لتتحوَّل إلى حمل رسوبي معلق بفعل الزلازل أو غيرها، حيث أن المياه الصافية تندفع على المنحدر القاري جارفة ومجمعة للرسوبيات مع استمرار زيادة سرعتها.
ولهذا يعتقد بأن تيارات الهكر هي القوة الرئيسية العاملة على حفر مجاري معظم هذه الأودية المغمورة. وقد تستمر بعض تيارات العكر خلال المرتفعات القارية في حفر الأودية، حتى تنفذ قوتها على التعرية وتنتهي بقاع المحيطات. وبفقدان هذه التيارات لقوتها على نقل الحمولة تعمل على ترسيبها مبتدئة بالرمل الأكبر حجماً، فالأصغر فالغرين ثم الطين.
وبالتالي فإن رسوبيات العكر تمتاز بتناقص حجم حبيباتها من القاع تجاه القمة وتعرف هذه الظاهرة بالطبقية المتدرجة. وقد عرفت تيارات العكر منذ سنوات طويلة، غير أن إثبات وجودها بالمحيطات لم يتم إلا في الخمسينات من هذا القرن. وقد تم إثبات وجود هذه التيارات في البحار وبالتالي اعتبارها المحرك للتعرية بقاع المحيطات، وذلك بالحصول على دليلين؛ أولهما من تسجيل لزلزال كبير بالقرب من ساحل نيوفوندلاند سنة 1929 ميلادي، والذي تسبب في قطع 13 خطاً هاتفياً ومبرقاً عبر المحيط الاطلسي.
وفي بادئ الأمر اعتقد أن الهزة الزلزالية قد تسببت في قطع هذه الخطوط، غير أن المعلومات المتوفرة لم تشر إلى ذلك، فبعد تحديد مواقع قطع الخطوط على الخريطة وُجِدَ أنَّها تقع على المنحدر والمرتفَع القاريين. وقد تمت إعادة رسم الصورة لما حدث بالاستعانة بتوقيت القطع في كل مرّة والمسجل بمسجلات آلية، فقد حدث أول انقطاع عند أعلى المنحدر وكان متزامناً تقريباً مع وقت حدوث الزلزال.

المصدر: رضا محمد السيد/المدخل إلى الجغرافيا العامة/2016.حسام جاد الرب/الجغرافيا العامة/2007.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.


شارك المقالة: