الاضطرابات الاستوائية الضعيفة:
من غير المعقول أن تكون جميع أمطار المنطقة الاستوائية تصاعدية، بل أن هناك شكوك كبيرة تشير إلى نوع من المظاهر الطقسية التي قد تكون هي العامل الحاسم في أمطار المنطقة الاستوائية الدائمة، فلو كانت جميع الأمطار تصاعدية فإنها ستكون جميعاً من أمطار بعد الظهر ولا يجب أن تسقط ليلاً. وربما هناك بعض الاختلافات الضغطية البسيطة التي لا يتم الانتباه لها بحيث تكون كافية لأجواء المناطق المدارية لتؤدي إلى سقوط الأمطار. ولا نعرف إلا القليل عن الاضطرابات الجوية الجالبة للأمطار في منطقة ألامزون مثلاً، لذلك يمكن وصف واحدة منها بالتحديد.
وهذه هي الرياح السريعة حيث تمثل التقاء سريع في الرياح الرطبة غير المستقرة، الآتية من الشمال الغربي والتي تغزو الحوض من شهر آب إلى شهر آذار. ومثل هذه الرياح السريعة تتجه إلى الجنوب الشرقي في الرياح الشمالية الشرقية. ويبدو أنها تشبه الرياح المتسارعة الالتقاء التي توصف بها رياح الهند الموسمية الصيفية. وهذه الرياح لا تختلف في حرارتها ورطوبتها عن هواء المنطقة التي وصلت إليها، لذلك لا يمكن تحديد موقع اللقاء بين نوعي الهواء على شكل جبهة كما في العروض الوسطى. ومثل هذه الرياح تولد عدد من الاضطرابات الطقسية مع غيوم وتساقط وهواء غير مستقر، في حين لا تشير القراءات لأجهزة الطقس إلى أي شيء غير اعتيادي.
ويظهر في أفريقيا الاستوائية نوعان مهمان من الطقس المكون للمطر لمناخ (Aw) السوداني، وهما خط الاضطراب وعصف الرياح أو تسارع التقاء الهواء في الرياح الجنوبية الغربية الهابة على خليج غينيا المشابهة للرياح الموسمية. وخط الاضطراب يشبه الجبهة الباردة، حيث تصاحبه عواصف رعدية وهواء مضطرب لولبي، لكن لا يظهر على الخارطة أي شيء يشير إلى حدوث هذا الاضطراب. وفي الواقع هذه العواصف تتطور ليس على طول جبهة، لكن ضمن رياح شرقية عميقة، تحتها هواء جنوبي غربي استوائي رطب.
ويتحركان باتجاه الغرب محمولان عن طريق الرياح الشرقية العلوية، لكن الغيوم المصاحبة لها والأمطار يأتيان من الرطوبة الموجودة في الرياح السفلية الجنوبية الغربية. ونوع الطقس السوداني الثاني، عصف الهواء وهو صفة ملازمة للرياح السطحية الاستوائية الجنوبية الغربية خلال فترة الصيف، فعندما يتحرَّك الهواء إلى اليابسة من المحيط الأطلسي ومن خليج غينيا، ينتج عنه طقس ماطر وغائم، لكن من دون وجود اضطرابات أو تغيير في اتجاه الرياح أو الرياح اللولبية التي تصاحب خط العواصف الشديد، فهي تجلب ما يسميها العاملون في الأنواء الجوية الأفريقية “الأمطار الموسمية”. وتشير هذه الأنواع من الأمطار أن هناك اضطرابات استوائية خفيفة في الجو تنشط عملية سقوط الأمطار، لكن لا يمكن تحديدها على الخريطة أو تحديد موقعها كما في العروض الوسطى.