التغيرات النسيجية المعدنية للصخور:
تنعكس درجة التحوّل للصخور المتحولة في النسيج والتركيب المعدني. وعندما تتعرَّض الصخور إلى تحوّل ذو درجة خفيفة جداً، فإنها تصبح أكثر تراصاً وأكثر اكتنازاً. ومن الأمثلة على ذلك، الصخر المتحول المعروف بالأردواز، الذي يتكون من تراص الحجر الطيني. بالاضافة إلى التراص فإن الضغط يسبب التبلور في حبيبات المعادن الموجودة في الصخور.
ومن المعتقد أن الماء يلعب دوراً مهما جداً في عمليات إعادة التبلور، كما يعمل الماء الساخن كعامل مساعد في انتقال الأيونات. وتتبلور بعض المعادن في اتجاهات منفصلة، مثل المايكا التي لها بنية صفائحية، الهورنبلند الذي له بلورات ذات استطالة. وتكون الاتجاهات الجديدة إلى حد ما عمودية على اتجاه القوة الضاغطة. ويعطى المعدن الناتج للصخور مظهراً مطبقاً أو محزماً وهو ما يُسمَّى بالتورّق.
وتوجد أنواع مختلفة من التورق يتوقف كل نوع منها على درجة التشكل إلى حد كبير؛ فمثلاً، أثناء تحوّل الحجر الطيني إلى أردواز، تتبلور معادن الطفلة من جديد التي هي مستقرة عند سطح الأرض، إلى نتف ضئيلة لمعدن المايكا الذي يعتبر مستقراً عند درجة حرارة وضغط مرتفعين. وعلاوة على ذلك، فإنه يحدث أثناء التبلور أن تصبح هذه البلورات الدسيسة لمعدن المايكا مصطفة؛ بحيث تكون أوجهها المسطحة متوازية تقريباً.
ونتيجة لذلك يمكن قسم الأردواز بسهولة على امتداد هذه الطبقات لحبيبات المايكا؛ للتفريق بينه وبين الانفصام الذي يظهر في المعادن. وبما أن نتف معدن المايكا المكوَّنة للأردواز ضئيلة جداً، فإنه لا يمكن رؤية التورّق في الأردواز. وبما أن التورّق الصخري يظهر في الأردواز بوضوح؛ ممَّا يدل على اصطفاف معادنه، فإنه يمكن اعتبار الأردواز صخراً متورقاً.
وتحت ضغط مرتفع ودرجة حرارة عالية تنمو حبيبات المايكا الضئيلة جداً الموجودة في الأردواز، في أحجامها عدة أضعاف. وتعطى بلورات المايكا هذه والتي يبلغ قطرها حوالي سنتي متراً واحداً، مظهراً صفائحياً أو قشرياً للصخور. ويُسمَّى هذا النوع من التورّق بالتورّق المنقسم. كما تُسمَّى الصخور التي لها هذا النسيج بصخور الشيست أي المنقسم.
وتوجد أنواع عدة من الشيست وهي تُسمَّى حسب محتواها المعدني، وأكثرها انتشاراً هو شيست المايكا الذي يحتوي عادة على معدن المسكوفيت أو البايوتايت أو كلاهما معاً.