ما هي الحركات الأرضية الباطنية السريعة؟

اقرأ في هذا المقال


الحركات الأرضية الباطنية السريعة:

الحركات الأرضية الباطنية السريعة تحتوي على كل من البراكين والزلازل، التي تقوم بتغيّر سطح الأرض خلال وقت قصير.

الزلازل:

هي حركات واهتزازات أرضية مُفاجئة داخل القشرة الأرضية، حيث تغير سطح الأرض بشكل أسرع. ويكون شكلها هزات أفقية، كما تكون حركة سطح الأرض بشكل أفقي، أو هزات رأسية أي حدوث خفض ورفع لسطح الأرض.
وأيضاً هزات مروحية تكون مختلطة بين العمودية والأفقية. وللزلازل مركزين هما: المركز العميق الموجود داخل القشرة الأرضية، حيث يمتد سطح الأرض ويُشكّل المركز السطحي الذي تنطلق منه حركة سطح الأرض، باتجاه الأطراف من ذلك المركز السطحي، كما تكون الزلازل قوية كلّما اقتربنا من مركز الزلزال السطحي. وتقل قوة الزلزال كلَّما ابتعدنا عن مركز الزلزال.
وقد بدأ رصد وتسجيل الزلازل منذ عام 1846، باستعمال جهاز قياس الزلزال الذي يُسمّى السيسموغراف. ويستطيع السيسموغراف تسجيل المدة التي يحصل بها الزلزال، من بداية حدوثه إلى وقت إنتهائه، كما يبيّن شدة الزلازل.

التوزيع الجغرافي للزلازل:

تنتشر الزلازل في المناطق التالية:

  • امتداد الصدوع الطولانية في السلاسل الجبلية.
  • منطقة حزام النار الموجودة على سواحل المُحيط الهادي.
  • الأماكن التي تُغير فيها السلاسل الجبلية اتجاهها؛ مثل القوس الجبلي في جبال الكاربات، القوس الجبلي في الهملايا.
  • منطقة الصدع الآسيوي الأفريقي.
  • منطقة ضعف القشرة الأرضية في المحيط الأطلسي.

من الأشكال الأرضية التي تحدثها الزلازل:

  • تَكوّن الصُّدوع وتغيير في معالم الطبيعية في منطقه الصدع، مثل تقطيع شبكة التصريف المائي.
  • إزاحة رأسية وأفقية في القشرة الأرضية. والزلازل الذي حدث في تشيلي عام 1822 ارتفعت مساحتها 250 ألف كيلومتر مربع باتجاه متر عن منسوبها قبل الزلزال.
  • تَكوّن هزات طولية نتيجة الزلزال الذي تعرَّضت له منطقة صدع سان اندرياس 1906 في كاليفورنيا، أدى إلى حدوث هزات طولية في سطح الأرض، حيث يبلغ طولها ألف كيلومتر في تلك الولاية.
  • إن الزلازل تتسبب في حدوث رفع أو خسف في قاع البحار.
  • ينتج عن الزلازل حدوث انزلاقات أرضية مفاجئة وتشققات أرضية طولية.

البراكين:

تتكوَّن البراكين من تراكم مواد قادمة من داخل القشرة الأرضية إلى سطحها، حول فوهة البركان التي تخرج منها هذه المواد. وتكون المواد على شكل مواد ذائبة فتتصلب نتيجة تبردها. وتتكوَّن المواد الخارجة من الفوهة البركانية على شكل مقذوفات تدفعها البراكين في الهواء ثم تسقط على الأرض، فتتجمع فوق بعضها. ويتكوَّن البركان بشكل أسرع، لكن عملية نحتها تكون بطيئة، فيلزمها ملايين السنين.
والبراكين تعتبر أهم من الزلازل في تغير الأشكال الأرضية. ومن الممكن أن تَخرج البَراكين فوق سطح الكرة الأرضية، أو يمكن أن تبقى داخل القشرة الأرضية. ويمكن أن تخرج داخل مياه البحار والمحيطات، حيث أنها إذا بقيت داخل الماء، فإن رؤيتها تكون معدومة بالعين المجرَّدة، إذا خرجت فوق سطح الماء وتكدست اللابة فإنها تُشكّل جزيرة داخل المحيط، كجزر المحيط الهادئ وجزر هاواي.

أنواع البراكين:

إن حالة اللابة التي تخرج من فوهة البُركان، تحدد نوع البُركان كما تعتمد ذلك على ميوعة ولزوجة اللابة. وبالتالي يمكن أن نُميّز الأنواع التالية من البراكين:

  • البراكين شديدة الميوعة: هي تلك التي شكَّلت جُزراً كبيرة، مثل جُزر هاواي، جُزر ساندويتش وبركان مونالو وكيلوا.
  • البراكين ذات الميوعة القليلة: تنسبب هذه البراكين إلى بركان سترومبولي في جزر ليباري. ويرافق هذه البراكين انفجارات قوية يصاحبها خروج مقذوفات تكون صلبة مثل القنابل.
  • البراكين شديدة اللزوجة: مثل بُركان فولكانو في جزر ليباري. وتكون هذه البراكين شدّيدة اللزوجة ممّا يؤدي إلى انسداد المدخنة باستمرار منع الغازات من الخروج، فيتم حبس هذه الغازات والأبخرة فترة من الزمن ويزداد ضبطها، فتخرج منطلقة أثر انفجارات قوية تحدث فجأة، فتسبب تناثر المهل في الجو، فتنشئ سحب كثيفة من الرماد.
  • البراكين الجانبية الشديدة: وهي البراكين التي تخرج من طرف البركان، يصاحبه خروج مقذوفات تزيد حرارتها عن 1000 متر. وتكون اللابة شديدة اللزوجة، مثل البركان جبال الماسيف سنترال، جبل الدروز في فرنسا.

الأشكال الأرضية الناتجة عن البراكين:

  • غطاءات الرماد البُركاني: وهي عبارة عن غطاءات تتكوّن من الرماد البُركاني، حيث تترسَّب على سطح الأرض، فتُغطى أشكال الأرض الأصلية، حيث تُكوّن تربة بركانية سوداء.
  • الجبال التراكمية: خروج اللابة يزيد من ارتفاع فوهات البراكين، خاصة عندما تبرد اللابة فتكون الجبال التراكمية العالية. مثال على ذلك بُركان جبل فوجي ياما في اليابان الذي يزيد ارتفاعه عن 3700 متر عن مستوى سطح البحر.
  • الجزر المحيطة: تنتج بسبب اندفاع اللابة خارج سطح الماء داخل المحيطات والبحار. وتبرد هذه اللابة فتُكون جُزراً صخرية. ونتيجة استمرار حدوث الأمواج في كل لحظة منذ تكوينها، من الممكن أن يكون ذلك منذ ملايين السنين.
    بالإضافة إلى أثر عوامل التجوية اتي تحدث على سطح البُركان نفسه؛ ممّا يؤدي إلى تشكيل التربة لتصبح جزيرة تنمو فيها النباتات؛ مثل جزيره جوليا بالقرب من صقلية حيث تكوَّنت عام 1831.

.

المصدر: الجغرافيا الطبيعية/محمد بني دومي/2006.حسن أبو سمور/الجغرافية الحيوية/1995.علي شلش/جغرافية الترب/1985.


شارك المقالة: