الحواف الأرضية المتباعدة:
تقع الحواف المتباعدة وهي مواقع انفراج قاع البحر عند قمم مرتفعات وسط المحيط، ويقوم هنا صهير الصُخور المتصاعد من نطاق الوهن الساخن بملء الفراغ الناجم عن تباعد الألواح عن محور المرتفع، كما تبرد هذه المادة ببطء مكوّنة جزءاً جديداً من قاع البحر. وتستمر عملية التباعد وحقن الصهير لتضيف إلى القشرة المحيطية (الغلاف الصخري) أجزاء جديدة. فإن هذه الميكانيكية تُسمَّى انفراج قاع البحر وهي التي كونت قاع المحيط الأطلسي خلال 160 مليون سنة مضت.
وليست كل مراكز الانفراج بقدم مرتفع وسط المحيط الأطلسي. ولا توجد جميعها بمنتصف محيطات واسعة، فيعتقد بأن البحر الأحمر مثلاً هو موقع لحواف متباعدة تكوَّنت حديثاً، حيث انفصلت شبه الجزيرة العربية عن أفريقيا وبدأت في الحركة تجاه الشمال الشرقي. وبناءً عليه قد يعطي البحر الأحمر للمختصين في علوم البحار فكرة عمّا كان عليه المحيط الأطلسي في بداية تكوينه.
كما أن هناك نتيجة أخرى ملموسة لانفراج قاع البحر وذلك خلال الزمن الجيولوجي الحديث، ألا وهي خليج كاليفورنيا. وعند تكون مركز انفراج داخل أحد القارات فقد يتسبب في انشطارها إلى أجزاء صغيرة، وذلك كما ذكر واغنر في تصوره لانشطار البنجيا. ويعتقد أن انقسام قارة ما يبدأ بصعود صُخور ساخنة من تحتها؛ ممَّا يجعل القشرة الأرضية تنثني إلى أعلى فوق ذلك الموقع. وتتكوَّن عدة شقوق شد كرد فعل لتمدد القشرة عند تقببها، بانتشار المواد الساخنة الرتفعة جانبياً نسبة إلى موقع صعودها تبدأ عملية شد أجزاء الغلاف الصخري بعيداً عن بعضها. وبالتدريج تنزلق الأجزاء المكسورة وتغوص في الفراغات التي أحدثتنها الألواح المتباعدة، وتُسمَّى وديان المنخفضات الضخمة المتكونة؛ نتيجة للتصدع أثناء هذه العملية لوديان الصدوع.
ويعتبر الوادي الصدعي العظيم بشرقي أفريقيا مثال جيد لمثل هذه الظاهرة، وإذا استمرت عملية الانفراج بشرقي أفريقيا، فإن هذا الوادي سيزداد في طوله وعمقه حتى يصل إلى المحيط. وفي هذه الحالة يصبح الوادي بحراً ضيقاً يفتح في المحيط مُشابه في ذلك البحر الأحمر اليوم، وسيبقى نطاق التصدع موقعاً للنشاط الناري ومصدراً مستمراً لأجزاء جديدة من قاع المحيط. ويبدو أن الوادي الصدعي الغظيم بشرق أفريقيا مرحلة بدائية لانشطار القارة وتمثل الجبال البركانية الكبيرة، مثل جبل كيليمانجارو وجبل كينيا.