ما هي الخصائص القنوية؟

اقرأ في هذا المقال


الخصائص القنوية:

إن التغيرات التي تحدث في الغطاء النباتي تؤثر على طبيعة العلاقات الموجودة بين خصائص الأقنية النهرية، من حيث: عرض القناة، عمقها، كمية التصريف المائي، درجة الانحدار، سرعة الجريان، الحمولة الرسوبية. ففي دراسة قام بها أورم وبيلي حول تأثير تغير الغطاء النباتي على الخصائص القنوية لخانق مونرو في جنوب كالفورونيا، لاحظ أن الحريق الذي حدث سنة 1960 وقضى على مغظم الغطاء النباتي الشجري والعشبي في الخانق سَبَّب عدة تغييرات في الخصائص القنوية.
فإزالة الغطاء النباتي عملت على أضعاف تماسُك حبيبات التُربة وتصعيد انجرافها، بالإضافة إلى حدوث انزلاقات أرضية على الجوانب المُنحدرة من الخانق. ولقد لوحظت في هذا الخانق زيادة هامة في كمية التصريف المائي؛ بسبب انخفاض نسبة ما يضيع من التساقط عن طريق النتح والتسرب أو الاحتباس بفعل النبات؛ ممّا غيَّر الجريان من الوضع المتقطع إلى حالة الجريان الدائم.
كما إن تعرض سطح التُربة المكشوف مباشرة لفعل المطر صعد من عمليات الانجراف والانهيارات الأرضية. ولقد قُدرة كمية التُربة التي انزلقت من الجوانب المنحدرة للخانق إثر عواصف الرعد، التي حدثت في شهري كانون الأول وتشرين الثاني من عام 1965 بــ 135 متر مكعب لكل هكتار. كذلك فقد أدى هذا الناتج الرسوبي إلى انخفاض مستوى سرير الخانق بنحو 3-4 أمتار في مسافة 200 متر فقط.
وشكَّلت هذه المواد من الأساس المحلي الممثل في خزان دالتون الكبير؛ ممّا تسبب في انخفاض درجة انحدار السطح خلف الخزان بنحو 3-4 درجات. أمّا الأمطار الغزيرة التي سقطت في شهري كانون الثاني وشباط من عام 1969، فقد عملت على انجراف كميات هائلة من التربة تجمع منها في الخزان نحو 296 ألف متر مكعب؛ ممّا أنقص من طاقته الاستيعابية بنحو 43%.
إن حدوث مثل هذه التغيرات السريعة في الخصائص القنوية، يعود إلى الحساسية التي تمتاز بها هذه الخصائص باعتبار أن أياً منها يمثل جزءاً من كل متكامل ومترابط يتفاعل ويتكيف داخلياً، ضمن حدود نظامه الخاص. فأيَّة زيادة في التصريف المائي تؤدي حتما في حالة بقاء العوامل الأخرى ثابتة، إلى زيادة مباشرة في عمق القناة، أو عرضها أو طولها كل بصورة منفردة أو بصورة مجتمعة. كما تلجأ الأقنية المائية بعد أن تحقق عمقاً مناسباً إلى زيادة أرضها باستمرار.

المصدر: محمد صبري/مبادئ الجغرافيا الطبيعية/2007.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.نصري ذياب/الجغرافيا الطبيعية/2012.


شارك المقالة: