الصخور الرسوبية الكيميائية
إن الصُخور الرسوبية الكيميائية تستمد من مواد كانت قد حملت إلى البحيرات والبحار على هيئة محاليل. ولا تبقى هذه المواد مذابة في الماء إلى الأبد، حيث أن بعضها يترسب في صورة جزيئات تتراكم لتكون رأساً كيميائياً، وقد يحدث هذا الترسيب مباشرة نتيجة لعمليات غير عضوية أو بطريقة غير مباشرة؛ نتيجة لعمليات حياتية للكائنات المائية.
وتعرف الرسوبيات المكوّنة في الطريقة الثانية بأن لها أصلاً كيميائياً حياتياً. ومن أمثلة التراكم الناتج عن عمليات كيميائية غير عضوية الأملاح التي تتركها المياه المالحة بعد تبخّرها. وبالمقابل تنتزع كثير من الحيوانات والنباتات المائية المواد المعدنية المُذابة لتبني أصدافاً وأجزاء أخرى صلبة وتتجمع هياكل هذه الكائنات بعد موتها فوق قيعان البحيرات والمحيطات. كما يعتبر الحجر الجيري أكثر الصخور الرسوبية الكيميائية وفرة، حيث يمثل 15% من حجم الصخور الرسوبية.
ويتألف بصورة رئيسية من معدن الكالسيت الذي يترسب، إما بطريقة غير عضوية أو نتيجة للطرق الكيميائية الحياتية. ويُعتبر الحجر الجيري المكون بطريقة كيميائية حياتية أكثر شيوعاً ويرجح أن 30% من الحجر الجيري المتراكم في العالم قد تراكم نتيجة للترسيب الكيميائي الحياتي. ورغم أن معظم الحجر الجيري ينتج عن العمليات الحياتيه، إلا أنه لا يمكن التعرف دائماً على أصله. ويرجع السبب في ذلك إلى أن الأصداف والهياكل قد تتعرض لتغيرات كثيرة قبل أن تصبح صخراً.
ومع ذلك فإن هناك حجراً جيرياً ذا أصل كيميائي حياتي يمكن التعرف عليه بسهولة، يُسمَّى الكوكينا وهو عبارة عن صخر خشن مؤلف من أصداف وفتات صدفي قليل التماسك. ومثال آخر أقل وضوحاً ولكنه رغم ذلك مثالاً مألوف هو الطباشير، فهو صخر مكون في معظمه من الأجزاء الصلبة للمنخربات وهي كائنات مجهرية لا يزيد حجمها على رأس الدبوس.
كما يتكوَّن الحجر الجيري ذو الأصل غير العضوي عندما يعمل التبخر، أو ارتفاع درجة الحرارة على زيادة تركيز كربونات الكالسيوم إلى الدرجة التي تترسب عندها. ومثال ذلك نوع الحجر الجيري الذي يترسب في الكهوف ويُسمى ترافرتين. كما يترس الترافرتين عندما تتبخر المياه الجوفيه المشبعة بكربونات الكالسيوم، كما أن هناك حجر جيري يُسمَّى العويني وترسيبه معقداً نوعاً ما.
طرق الترسيب الكيميائي
التبخر: عندما يتبخر الماء من محلول يحتوي على معادن مذابة، تتركز المعادن وراءها وتترسب. مثال على ذلك هو تكوين حجر الملح، الذي يتكون عندما يتبخر الماء من بحيرة مالحة.