ما هي الموجات البحرية الاهتزازية- التسونامي؟

اقرأ في هذا المقال


الموجات البحرية الاهتزازية:

لقد كان سبب معظم الوفيات المصاحبة لزلزال ألاسكا سنة 1964 هو الموجات البحرية الاهتزازية، أي التسونامي. وقد كانت هذه الأمواج المدمرة تعرف بموجات المد والجزر ولكن هذه التسمية غير مناسبة؛ لأن هذه الموجات لا تنشأ عن تأثير المد والجزر الذي يسببه القمر أو الشمس، فمعظم أنواع التسونامي تنتج عن الإزاحة الرأسية لقاع المحيطات أثناء الزلزال. وتشبه التسونامي عند تكوّنها الموجات الناتجة عن رمي حصاة في بركة ماء.
وعلى خلاف التموجات فإن التسونامي يتقدم بسرعة تتراوح بين 500 و 800 كيلومتر في الساعة. وبالرغم من هذه الصفة المميزة فالتسونامي قد يمر بعرض المحيط دون أن يشعر به أحد؛ لأن ارتفاع موجاته عادة يقل عن المتر والمسافة بين ذروتي موجاته تتراوح بين 100 و 700 كيلومتر. ولكن بعد دخول هذه الموجات المدمرة إلى المياه الشاطئية الصحلة، تنخفض سرعتها وتبدأ مياهها في التراكم فوق بعضها إلى ارتفاع يزيد أحياناً عن 30 متراً.
ويظهر التسونامي عند وصوله إلى الشاطئ كارتفاع في مستوى سطح الماء، مع تعكّر في مياهه وعدم انتظام سطحه. وأول علامات التسونامي عادة هو الانحسار السريع لمياه البحر بعيداً عن الشواطئ. ولقد تعوَّد قاطنوا الشواطئ أن يستجيبوا لهذا التحذير بترك مساكنهم والانتقال إلى مناطق مرتفعة، إذ بعد حوالي خمسة إلى ثلاثين دقيقة يتبع انحسار المياه موجة عارمة قادرة على تغطية مئات الأمتار من الأرض المجاورة للشاطئ.
وبشكل متتابع فإن كل موجة يتلوها تراجع سريع للمياه في اتجاه المحيط، ولهذه الموجات التي تفصلها عن بعضها البعض فترات تتراوح بين 10 دقائق و 60 دقيقة، فالقدرة على قط مساحات شاسعة من مياه المحيطات قبل أن تخمد طاقتها تماماً. فقد قطعت موجة التسونامي الناشئة على زلزال تشيلي ستة 1960 مسافة 17.000 كيلومتر عبر المحيط الهدي حتى وصلت اليابان، هذا إلى جانب التدمير الذي أصاب القرى الشاطئية الواقعة على رقعة تمتد 800 كيلومتر من شاطئ أمريكا الجنوبية.
حيث لحق دمار كبير بالقرى الواقعة على الشاطئ الجنوبي لجزيرة هونشو اليابانية. وذلك بعد وقوع الزلزال بحوالي 22 ساعة. وقد سجَّلت أجهزة قياس المد والجزر بجزيرة أهيلو- هاواي، لعدة أيام لاحقة. وهذه الأمواج المتناقصة في قوتها أثناء تلاطمها عبر المحيط الهادي. أمّا موجة التسونامي التي ولدها زلزال ألاسكا سنة 1964 فقد أوقعت دماراً كبيراً في المناطق السكنية القريبة.


شارك المقالة: