الميزانية الحرارية للأرض:
يقصد بالميزانية الحرارية للأرض هو وجود تعادل بين كمية الإشعاع التي يكتسبها كل من سطحها وجوها، أيضاً كمية الإشعاع التي تذهب منهما إلى الفضاء، كما يعتبر هذا التعادل شرطاً أساسياً من أجل بقاء حرارة سطح الأرض وجوّها ثابته تقريباً من عام إلى آخر، هذه لأنه لو حدث تفوق مستمر في الحرارة المكتسبة على حساب الحرارة المفقودة لالتهب سطح الأرض بكل ما عليه.
ولو حدث من ناحية أخرى تفوق مستمر في الحرارة التي تنصرف على حساب الحرارة التي تكتسب لتجمد سطح الأرض بكل ما عليه، لكن هذا التوازن لا يظهر في العادة إلّا إذا حسب في كل إقليم أو في كل فصل من فصول السنة على حدة، إذ أن ظروف بعض الأقاليم تساعدها على ارتفاع مكسبها الحراري أو بزيادة خسارتها من وقت إلى آخر أو على مدار السنة.
ولكن أي توازن حراري يظهر إذا ما تم حسابه بالنسبة لكل سطح الأرض وكل غلافها الجوي من عام إلى آخر، حيث أن عمليات التوزيع الحراري عن طريق الرياح والتيارات البحرية وعمليات كل من الحمل والتبخر والتكثف تؤدي إلى انتقال الحرارة من المناطق التي يتوفر فيها الإشعاع الشمسي إلى المناطق التي يوجد فيها عجز في هذا الإشعاع، حيث يؤدي هذا الانتقال إلى أن إجمالي حرارة جو الأرض يبقى ثابتاً من عام إلى آخر.
والعناصر التي تساهم في الميزانية الحرارية للكرة الأرضية كثيرة وصعب فهمها كما لا يمكن أن يتم فصلها عن بعضها البعض ولا يسهل حسابها أو قياسها وأهما ما يلي:
- الطاقة الإشعاعية التي تصل إلى جو الكرة الأرضية والتي يتم حسابها بالسعرات الحرارية على كل سنتيمتر مربع أو يوم أو ساعة.
- مقدار ما يرجع من الطاقة الإشعاعية إلى الفضاء عن طريق الألبيدو الأرضي.
- مقدار ما يتم امتصاصه من هذه الطاقة في الجو عن طريق الغبار وبخار الماء وثاني أكسيد الكربون وأيضاً عن طريق الأوزون في مستويات الجو العليا.
- انتشار الطاقة الإشعاعية التي يقوم بامتصاصها الجو باتجاه كل من الأرض والفضاء حيث يطلق عليها اسم الإشعاع الشمسي المنتشر.
- امتصاص سطح الأرض للأشعة ومن ثم تحويلها إلى طاقة حرارية تنطلق في الجو على شكل موجات طويلة.
