تيارات المحيط الهندي:
يختلف المحيط الهندي في شكله وموقعه عن بقية المحيطات، فالمحيط الهندي مغلق من الشمال كما أن معظمة يقع ضمن المنطقة المدارية. وهاتان الصفتان جعلتا هذا المحيط يخلوا تقريباً من التيارات المائية الباردة، كما أن حركة التيارات فيه تكون دائرية. ومن ناحية أخرى، فإن هذا المحيط تثير عليه أنظمة رياح تختلف عن رياح الدورة العامة وهي الرياح الموسمية، فبسبب إغلاقه من الشمال أصبح اليابس شمال الماء؛ ممَّا أدى إلى تباين كبير في التسخين بين الماء واليابس.
وهذا يدفع إلى اختلاف أنظمة الضغط وتوزيعها بين فصلي الصيف والشتاء؛ ممَّا يؤدي إلى أن تكون الرياح جنوبية غربية في الصيف وشمالية شرقية في الشتاء في النصف الشمالي. أمَّا في النصف الجنوبي فتكون الرياح شمالية غربية في الصيف الجنوبي وجنوبية شرقية في الشتاء الجنوبي. وهذا الاختلاف في حركة الرياح يؤدي إلى اختلاف اتجاه حركة التيارات البحرية في هذا المحيط.
ويظهر تيار استوائي شمال دافئ في تموز من الشرق إلى الغرب يسير بموازاة خط الاستواء، وعند اصطدامه بسواحل أفريقيا يتجه شمالاً ليمر بسواحل الجزيرة العربية وشبه القارة الهندية. ويظهر تيار استوائي جنوبي دافئ يسير بموازاة خط الاستواء، وعند اصطدامه بجزيرة مدغشقر يتجه قسم منه إلى الجنوب بمحاذاة السواحل الشرقية لأفريقيا الجنوبية، ويُسمَّى تيار انجولا أو تيار مدغشقر الدافئ.
ويظهر تيار استوائي مرتد في المحيط الهندي بين التيارين الاستوائيين الشمالي والجنوبي. والحقيقة توجد تيارات ترتد على خط الاستواء في جميع المحيطات. وهناك من يعتقد بوجود تيار بارد بالقرب من سواحل أستراليا الغربية وحسب مخطط التيارات العام، لكن جميع القياسات أثبتت عدم وجود مياه باردة بالقرب من سواحل أستراليا الغربية، لذلك لا يمكن تأكيد وجود مثل هذا التيار البارد. التيارات البحرية في المحيط الهندي، تختلف دورتها بين الشتاء والصيف لتغيّر اتجاهات الرياح الموسمية بين الفصلين.
ففي الصيف تسير التيارات مع اتجاه عقارب الساعة، حيث تبدأ من جنوب خط الاستواء مدفوعة بحركة الرياح الجنوبية الشرقية. وبعد عبور خط الاستواء ولتغير اتجاهات الرياح، تتحرَّك التيارات من الغرب إلى الشرق. وهنا وقرب السواحل الصومالية والى سواحل جنوب الجزيرة العربية يظهر تيار بارد. وهذا التيار يوصف بالبارد ليس لأن مياهه تأتي من مناطق باردة، لكن لأن الرياح في المنطقة تتحرك بموازاة الساحل الصومالي وساحل جنوب اليمن. لذلك وبسبب اختلاف الاحتكاك بين اليابس والماء، فإن هذه الرياح تنحرف باتجاه الماء فتزيح الطبقة العليا الدافئة من الماء من الأعماق والذي هو أبرد نسبياً.