حركية الألواح والزلازل:
مع حلول سنة 1968 ترسخت الخطوط العريضة لأساس نظرية حركية الألواح. وفي نفس السنة نشر ثلاثة علماء من مرصد لامونت دورتي بحثاً يوضح أن نموذج نظرية حركية الألواح الجديد أكثر فاعلية من النماذج السابقة تكون أكثر قرباً من الأقواس البركانية. ولم يكن هناك تفسير مقنع قبل نموذج حركية الألواح لظاهرة توزيع البراكين.
وقد لاقى متخصصو الزلازل مشكلة أخرى تمثلت في صعوبة تحديد ميكانيكية تكوين الزلازل العميقة المركز. وتذكر أن تخزين طاقة التمغنط ومن ثم انطلاقها قد اعتمد وقتها كمصدر لطاقة الزلازل الضحلة المركز، غير أنه قد أثبت بأن درجة الحرارة والضغط عند أعماق تتراوح بين 60 و 100 كيلومتر تجعل الصُخور تنساب تحت الإجهاد المرتفع ولا تسلك مسلك الصُخور الصلبة الهشة.
وقد أوضح زلزاليو مرصد لامونت دورتي بأن جميع هذه الاستنتاجات تنسجم وما أتت به نظرية حركية الألواح، ففي نموذج الألواح تتكون الخنادق في مواقع غوص المسطحات المحيطية داخل الوشاح. وترتفع حرارة اللوح الغائر تدريجياً كلما زاد عمقه، غير أن درجة الحرارة داخل النطاق الذي يمر به تبقى منخفضة نسبياً، حيث أن مواد باردة يتم وباستمرار إضافتها من أعلى.
فقد وجد الباحثون أن مركز مسطح يبلغ سمكه حوالي 100 كيلومتر ويغور بمعدل بضع كيلومتر؛ أي أنه بالإمكان حدوث زلازل ذات بؤر عميقة بطريقة مشابهة للزلازل الضحلة، بانطلاق طاقة التمغط المخزنة داخل المسطح المتماسك، حيث تقابل مقاومة لحركة غوصها إلى الأسفل. وبغوص المسطح إلى أعماق أكبر وأكبر داخل النطاق الوهن تحدث الزلازل.
حيث أن هذه الزلازل تحدث داخل الغلاف الصخري المتماسك بدلاً من الجزء الوهن (اللدن)، فيمكن تتبعها ورصد حركة الألواح داخل الوشاح، فقد دلَّت المعلومات الزلزالية بأن الألواح تبدأ في هبوطها بزاوية تبلغ حوالي 45 درجة. حيث أن هذه النطاقات من النشاط الزلزالي المائل والتي تمتد من الخنادق البحرية إلى النطاق الوهن، تُسمَّى نطاقات بينيوف؛ وذلك على اسم العام الزلزالي الذي قام بدراسات مستفيضة حول توزيع بؤر الزلازل.
فقد وجد أن زلازل قليلة جداً يمكن أن تحدث تحت أعماق تزيد على 700 كيلومتر، ربما لأن الغلاف الصخري قد يستوعب بالكامل داخل الوشاح عند هذا العمق. وفي الوقت الذي تحدث فيه الزلازل في الألواح الغائرة فإن زلازل ضحلة أيضاً تحدث في الألواح التي تعلوها.