رسوبيات المورين:
إن المورين يعتبر من أكثر التكوينات الجليدية انتشاراً. وقد استعملت هذه التسمية في الأصل عند الفلاحين الفرنسيين للإشارة إلى الهضاب الواقعة عند حواف المجلدات بجبال الألب الفرنسية، غير أن هذه التسمية اليوم ذات معنى أعم، حيث يشمل كل المعالم المتكوّنة من التَّل. كما يتكوَّن ما يعرف بمورين النهاية عند طرف كل من المجالد القارية والألبينية، ذلك عند تعادل الاستئصال وتراكم الجليد.
أي أن مورين النهاية يتجمع عندما يصل معدل الذوبان والبخر إلى معدل تقدم المجلد. وبالرغم من أن نهاية المجلد تتوقف عند التقدم فإن الجليد يستمر في التدفق ممثلاً مصدراً مستمراً للرسوبيات. وبذوبان الجليد يتراكم التَّلّ وينمو مورين النهاية. وكلما طالت مُدَّة توقف المجلد عن الحركة كلما زاد حجم مرتفعات المورين. وعندما يزيد معدل الاستئصال عن كمية الجليد المضتفة تبدأ مقدمة المجلد في التراجع، غير أن عملية نقل التَّلّ تستمر في تجمع كميات جديدة منه عند المقدمة.
وبذوبان الجليد يترسَّب التَّلّ في سهول متعرجة تُعرف بالمورين الأرضي، حيث يعمل المورين الأرضي على تسوية معالم المنطقة بملء الحفر والجداول؛ ممَّا يؤدي في أغلب الأحيان إلى تغيير قنوات الصرف. وعند حداثة تراكم التَّل يسوء تصريف المياه وتنتشر المستنقعات، كما هو الحال في منطقة البحيرات الكبرى. ومن وقت إلى آخر يتراجع المجلد إلى حيث يتعادل الاستئصال والإضافة مرة أخرى، وبهذا تستقر مقدمته حيث يتكوَّن مورين النهاية مرة أخرى.
ويتبادل ترسيب مورين النهاية والمورين الأرضي عدة مرات قبل اختفاء المجلد. وهُنا يُمثّل مورين النهاية الخارجي أقصى حدود انتشار المجلد ويُسمَّى كذلك هذا المورين بالمورين الطرفي، كما تُسمَّى مورينات النهاية المتكونة عند استقرار مقدمة الجليد المتراجعة بمورين الانحسار. ويلاحظ هنا أن كلاً من المورين الطرفي ومورين الانحسار متشابهان حث يختلفان فقط في موقعهما.
ومن أمثلة رسوبيات مورين آخر الأزمنة الجليدية ما يوجد بمناطق الوسط الغربي والشمال الشرقي لأمريكا، ففي ولاية وسكنسون مثال نموذجي لرسوبيات المورين المعطاة لمنطقة هضاب وغابات واسعة، كما أن الرسوبيات الجليدية لجزيرة اللونج شمال شرقي مدينة نيويورك هي جزء من مورين النهاية، حيث يمتد من شرقي ولاية بنسلفانيا إلى رأس كود بولاية ماساتشوسنس.