ما هي رسوبيات قاع المحيط؟

اقرأ في هذا المقال


رسوبيات قاع المحيط:

تُغطّي قاع المحيط طبقة رسوبية فيما عدى مناطق صخرية محدودة. وقد تراكمت هذه الرسوبيات تحت تأثير تيارات العكر فيما ترسَّب الباقي ببطء من المياه التي تعلو أماكن تواجدها. ويختلف سُمك هذه الرسوبيات من مكان إلى آخر حيث تصل في بعض الخنادق البحرية التي تعمل كمصائد للرسوبيات إلى ما يزيد على 9 كيلو مترات. وعموماً فإن معدل سُمك التراكمات الرسوبية أقل من ذلك بكثير، ففي المحيط الهادي تبلغ 600 متر أو أقل في حين أنها تتراوح من 500 إلى 1000 متر بقاع المحيط الأطلسي.
وبالرغم من أن الرسوبيات بحجم الرمل قد وجدت على قاع المحيط، إلا أن الوحل هو الغطاء الرسوبي الشائع به. ويوجد الوحل كذلك بالرف والمنحدر القاريين، إلا أن الرسوبيات في هذه المواقع أكبر حجماً؛ وذلك لزيادة نسبة الرمال هنا. وقد بيَّنت الدراسات أن الرمال تتراكم على الرف القاري بالقرب من الشواطئ، إلا أن رقع غير منتظمة منه قد وجدت على طرف الرف القاري من ناحية المياه العميقة.
ويبدو أن التيارات المحلية قادرة على ترسيب هذه الرقع الرملية، إلا أن جلها ترسيبات شاطئية عتيقة. وقد تكوَّنت مثل هذه الشواطئ أثناء العصر الجليدي عندما كان مستوى سطح البحر أقل بكثير من الوقت الحالي. ويمكن تصنيف رسوبيات قاع المحيط إلى ثلاثة أنواع رئيسية: رسوبيات اليابسة (أصلها من اليابسة)، رسوبيات حياتية (أصلها من كائن حي)، رسوبيات مائية (أصلها من الماء).
كما يجب ملاحظة أن رسوبيات قاع المحيط هي خليط ولا يوجد جزء رسوبي بها، حيث يرجع أصل تكونه إلى أي من هذه التقسيمات على انفراد، فرسوبيات اليابسة هي حبيبات معدنية نتاج عملية التجوية على اليابسة وقد تم نقلها إلى المحيط، أثناء ترسبها تتراكم الجزيئات التي بحجم حبيبات الرمال قرب الساحل، بينما قد يبزم الأجزاء الدقيقة سنوات عدة تقطع خلالها آلاف الكيلومترات محمولة بواسطة التيارات المحيطية؛ وذلك حتى تترسب وتأخذ مكانها على قاع المحيط، وبالتالي فإن جميع أرجاء المحيطات تستقبل بعض الرسوبيات اليابسة، غير أن معدل تراكم هذه الرسوبيات يكون ضئيلاً جداً في المناطق العميقة.
فقد يلزم 5000 إلى 50.000 سنة لترسيب طبقة سُمكها سنتيمتر واحد. وعلى العكس من ذلك فإن رسوبيات اليابسة تتراكم بسرعة بكميات كبيرة بالقرب من مصاب الأنهار.

المصدر: ‮محسوب، محمد صبري/مبادئ الجغرافيا الطبيعية/7002.يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.رضا محمد السيد/المدخل إلى الجغرافيا العامة/2016.


شارك المقالة: