رياح ألفوهن أو الشنوك:
توجد في الجبال رياح محلية أخرى هي ألفوهن أو الشنوك. وإن حقيقة هذا النوع من الرياح يعتمد على حقيقة إن الرياح تفقد الطاقة بالارتفاع؛ وذلك بسبب الابتعاد عن مصدر التسخين الذي هو الأرض والتمدد. ولكن فقدان الطاقة هذا يختلف بين الهواء الجاف والهواء الرطب، فالهواء الجاف يفقد 1 درجة مئوية كلَّما ارتفع 100 متر، بينما يفقد الهواء الرطب ما مُعدّلة 0.6 درجة مئوية كلما ارتفع 100 متر. وإن هذا الاختلاف في فقدان الحرارة بين كل من الهواء الجاف والرطب، حيث يعود ذلك إلى أن الهواء الرطب عندما يفقد حرارته، فإن بخار الماء الموجود فيه يبدأ بالتكاثف، حيث أن التكاثف يقوم بتحرير الطاقة الكامنة في بخار الماء، فتضاف هذه الطاقة المحررة بسبب التكاثف إلى الهواء فتقلل من انخفاض حرارته.
بينما الهواء الهابط يكتسب (1 درجة مئوية) لكل 100 متر هبوط والهواء الهابط لا يوجد فيه هواء رطب؛ لأنه يهبط جافاً باعتبار أن ارتفاع الحرارة تؤدي إلى رفع قابلية الهواء على حمل بخار الماء؛ ممَّا يجعله جافاً. ولذلك فإن اختلاف تبريد الهواء على سفح وثبات اكتساب الحرارة على السفح الآخر، يرفع من درجة حرارة الهواء الهابط عن درجة حرارة الهواء بالأصل، فقد يكون الفرق أكثر من 20 درجة مئوية.
فإذا افترضنا إن هواء درجة حرارته (0 درجة مئوية) اضطر لتسلق سلسلة جبلية ارتفاعها 4000 متر ومستوى التكاثف عند 1000 متر، فالهواء المتسلق سيفقد حرارته بمعدل 1 درجة مئوية لكل 100 متر من الألف الأولى، أي دون مستوى التكاثف؛ أي أن الهواء عندما يصل إلى ارتفاع 1000 متر ستكون درجة حرارته -10 درجة مئوية.
وفي هذا الارتفاع يكون الهواء قد وصل إلى مستوى التكاثف؛ أي إن أي رفع جديد للهواء سيؤدي إلى تكاثف بخار الماء الموجود فيه وتبدأ الغيوم بالظهور. وعندها يبدأ الهواء بفقدان (0.6 درجة مئوية) لكل 100 متر ارتفاع؛ لأن الهواء سيطلق الحرارة الكامنة في بخار الماء عند التكاثف فتضاف إلى الهواء فتخفف من فقدانه للحرارة. واستمرار الهواء بالارتفاع بعد هذه النقطة ستخفض حرارة الهواء 6 درجة مئوية لكل 1000 متر ارتفاع، يعني أن درجة حرارة الهواء في ال 1000 الثانية ستكون -16 درجة مئوية وعند الـ 1000 الثالثة ستكون سالب 22 درجة مئوية، حيث أن الهواء في هذه النقطة سيكون قد فقد 28 درجة مئوية.