ما هي صلة الجيومورفولوجيا بالعلوم الأخرى؟

اقرأ في هذا المقال


صلة الجيومورفولوجيا بالعلوم الأخرى:

لقد تلقَّى الكثير من الدارسين الجيومورفولوجيين تدريباتهم العلمية في تخصصات أخرى، كالجيولوجيا (وولدرج وستلر وشوم)، الهندسة (هورترن وولمان وليوبولد). وأغنت هذه التخصصات علم الجيومورفولوجيا بالكثير من المساهمات العلمية التي غطَّت وسائل البحث العلمي ونتائجها النظرية والتطبيقية. كما أن كثيراً من هؤلاء قدموا مساهماتهم العلمية مع الاحتفاظ بهوياتهم التخصصية مثل باغنولد وكرمبيان.
وقدَّم هؤلاء لزملائهم الجغرافين نتائج أبحاثهمم؛ ممّا ساعد على ازدواجية المساهمات العلمية الجيولوجية والجغرافية. بذلك لقد اهتم الجيولوجيين بدراسات علم الجيومورفولوجية في إطار الجيولوجيا التاريخية، حيث توفّر لهم الإطار التطوّري القديم لأشكال سطح الأرض، أمّا الجغرافيون فيهتمون بهذه الأشكال الأرضية من خال علاقاتها بالتباين المكاني للأنشطة البشرية.
والظواهر الجغرافية تُمثّل حصيلة تفاعل ما بين البيئة الطبيعية، منها أشكال الأرض والانشطة البشرية، بذلك فإن أشكال الأرض بتباينها وتطوّرها وخصائصها، تعكس مؤثرات عناصر البيئة الطبيعية الأخرى إلى فعل الإنسان. ولا يمكن للجغرافي إطلاقاً أن يتجاهل هذا الدور وإلا سيجتاز حدوده العلمية وينتقل إلى أُطر العلوم الاجتماعية الأخرى.
واستند الجغرافي في معالجته للقضايا العلمية على الجيومورفولوجيين، سواء المنتمين لعلمه أو المنتسبين للجيولوجيا أو أيَّة علوم أخرى، كما يعتبر التركيز على مختلف العلوم هو من طبيعة علم الجغرافيا، كما يعمل على إغنائه بمساهماتها النظرية والتطبيقية، مع هذه الأهمية فإن ارتكاز الجيولوجي على الخلفية الجيومورفولوجية تنبع، عن الدراسات الجيومورفولوجية، من أهميتها في المعالجة التاريخية أو التطورية لأشكال سطح الأرض، غير أن الاهتمامات والتخصصات العلمية للجيولوجي هي أكثر من أن تنحصر في الجيولوجيا التاريخية، أو الجيومورفولوجيا فقط.
ونجد أن معظم الجيومورفولجيين خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، يتلقون تدريباتهم العلمية في أقسام الجيولوجيا الغنية بتجهيزاتها المخبرية ويفسّر في نفس الوقت زخم الفكر الجيومورفولوجي الذي ساهموا فيه، ذلك على عكس الحال في الجامعات الأوروية، بشكل خاص البريطانية والكندية والأسترالية، حيث تُعطي أقسام الجغرافيا دوراً أكثر أهمية للدراسات الجيومورفولوجية.
حيث أنتجت هذه الأقسام العديد من الجيومورفولوجيين البارزين، أمثال غريغوري، سمول، مابوت، دورنكتمب وتوايديل. إضافة للجولوجيا والجُغرافيا، فإن صلة الجيومورفولوجيا تمتد إلى عدة علوم أخرى، تأخذ منها وتخدمها في مجالاتها التطبيقية.
فالعلاقة العلمية مُتبادلة مثلاً: ما بين الجيومورفولوجيا المناخية التي تُعالج ضمن اهتماماتها تأثير المُناخ على العمليات الجيومورفولوجية وأشكال سطح الأرض، التي تميزها إلى أقاليم مورفومناخية مُحددة. كما أنها تدرس أثر تباين خصائص أشكال سطح الأرض على الارتفاع، الامتداد، المُناخ المحلي والعام ونوعية الصُخور.


شارك المقالة: