فواصل الصخور:
إن من ضمن أهم الظواهر الشائعة للصُخور المتكشفة، شقوق تظهر عند سطح الأرض في الصُخور المُعرَّضة للجهد دون أن يحدث أي حركة على جانبي الشق نتيجها لتكوّنها، حيث تُسمَّى هذه بالفواصل. كما أنه خلافاً للصدوع فإن الفواصل هي تشققات لم تنتج عنها إزاحة ظاهرة، وبالرغم أيضاً من أن بعض هذه الفواصل تحدث بشكل عشوائي إلا أن معظمها يكون في مجموعات متوازية. ويمكن العثور على الفواصل الصخرية في الصُخور التي لم تُدفَن من قبل على أبعاد عميقة، فإن الفواصل العمودية هي عمودية رأسية تكون منتظمة التوزيع، حيث يحدث تكونها عندما تبرد الصُخور البركانية وتكون الشقوق الناتجة عن الانكماش والتي ينتج عنها تراكيب طولية عمودية الشكل.
كما أن عملية التورّق تنتج فواصل شكلها منحني نسبياً، والتي تتكوَّن عادة موازية لسطح المركبات البركانية التي تكون ضخمة ومثال على ذلك الباثوليت. وهنا يعتقد بأن الفواصل تحدث عن تمدد الصُخور التدريجي الناتج عن إزاحة الغطاء الصخري لهذه الأجسام، وذلك بواسطة عوامل التعرية. وخلافاً لِما ذكر فإن معظم الفواصل يتم إنتاجها عندما تتشكل الصُخور، خاصة بفعل قوى الشد والانفصام المصاحبة لحركية القشرة الأرضية. ومثال على ذلك عندما يحدث الطي فإن الصُخور الواقعة عند محاور الطيات تقع تحت قوة الشد لتستطيل، وتنتج ما يُسمّى بفواصل الشد.
أمَّا أنماط الفواصل الشائعة فقد تنتج عن حركة دقيقة القشرة الأرضية مصاحبة لحركية بسيطة لهذه الطبقات، كما تجدر الاشارة هنا إلى أنه في العديد من الحالات لا تظهر العوامل المسببة لحدوث الفواصل بسهولة، كما تتكسر العديد من الصُخور بفعل نسقين من الفواصل المتقاطعة التي تشرح الصُخور إلى العديد من الكتل الصخرية التي تكوَّن منتظمة الأشكال.
كما أن هذه الفواصل بجميع مجموعاتها المختلفة غالباً ما تنتج تأثيرات ايجابية على المراحل الطبيعية الموالية، فمثلاً تتركز عملية التجوية الكيميائية حول الفواصل، كما أنه في الكثير من المناطق تتحرك المياه الجوفية مكوّنة في ذلك الفجوات الأرضية بالصُخور القابلة للذوبان حول اتجاهات الفواصل. وبالإضافة إلى ذلك فإن نظام الفواصل قد يوجَّه مسار مجرى مائي، حيث أن نظام الصرف المتعامد ما هو إلا مثالاً لذلك.