قارة أطلانطس المفقودة:
تهتم أغلب الأساطير شهرة عبر التاريخ باختفاء القارة العظيمة المُسمّاة أطلانطس، كما أنه حسب ما كتبه أفلاطون أن أمبروطورية الجزيرة المُسمّاة أطلانطس قد اختفت تحت البحر في يوم وليلة وبشكل مفاجئ. ويعتقد بأن هذه الحادثة التي وقعت ما بين 1500 و 1400 سنة قبل الميلاد والتي كانت سبب في أقوال حضارة المينوئيين، حيث كانت نتيجة لفوران بركان مُرعب ومُدمر.
كما أسفرت جهود البحث في شرق البحر المتوسط بتوفر أدلة، مفادها بأن هناك صلة بين كل من قارة أطلانطس وجزيرة سانتورين البركانية، فقد أصبحت سانتورين خمسة جُزر بعدما كانت بركاناً ضخماً، حيث تقع أيضاً في منتصف المسافة بين كل من اليونان وجزيرة كريت، فقد أوضحت الأدلة المُجمعة من عينات أُخذت من بقايا سانتورين أن فوراناً بركانياً عنيفا ًحدث حوالي عام 1500 قبل الميلاد.
وقد نتج عن هذا البركان كتلة ضخمة من الرماد والبيوميس بلغ سمكها 60 متراً. وقد غطَّت كثيراً من مدن الحضارة المينوئيية وحفظت أثرها تحت الرماد. كما تصاعد الرماد في مناطق بعيدة مثل جزيرة كريت وقتل المحاصيل والموانئ التي كانت ترعى على الأعشاب المُحملة بالرماد. وقد تحطَّم بركان سانتورين بعد قذف هذه الكميات الهائلة من المواد البركانية وكون كالديرا عرضها 14 كيلو متراً.
كما نشأت بدون شك أمواج بحرية ضخمة، كما أنها مدمرة من جراء فوران وتحطم بركان سانتورين وهذه بدورها أدت إلى انتشار الرعب والدمار في القرى الساحلية لجزيرة كريت والجزر الشمالية المجاورة، حيث أن ذلك يؤكد العلاقة بين فوران بركان سانتورين واختفاء قارة أطلانطس تلك الحقائق المعروفة عن أقوال حضارة المينوئيين، بين 1500 و1400 سنة قبل الميلاد وبدأت تظهر بعض تقاليد المينوئيين في الحضارة اليونانية عند حوالي 1400 سنة قبل الميلاد.
ويرجح معظم المؤرخين أن فوران بركان سانتورين قد ساهم بدور كبير في تدهور حضارة المينوئيين، حيث من هنا جاء السؤال ما إن كان هذا الفوران هو السبب الرئيسي في اختفاء هذه الحضارة العظيمة؟ أم أنه يوجد هناك عوامل أخرى؟ هل كانت سانتورين هي جزيرة قارة أطلانطس التي وصفها أفلاطون؟ ومهما كانت الإجابات على هذه الأسئلة في الواقع أن البراكين تعمل على تغيير مجرى الأحداث تغييراً مفاجئاً.