مخروطات الرماد البركانية:
تُبنى مخروطات الرماد من قطع اللابة المقذوفة، حيث هذا ما يدل على اسمها. وبما أن المواد الفلذ بركانية تحافظ على زاوية سكون كبيرة بين 30 و 40 درجة، فإن لهذا النوع من البراكين منحدرات شديدة. وعادة ما تكون مخروطات الرماد صغيرة الحجم إذ لا يزيد إرتفاعها عن 300 متر، وهي غالباً ما تمثل مخروطات طفيلية فوق أو قرب البراكين الكبيرة.
هذا بالإضافة إلى كونها تتواجد في مجموعات، حيث يبدو أن هذه المخروطات تمثل المراحل الأخيرة من النشاط في منطقة الطفوح البازلتية. ويحدث هذا لأن الصهير المكون لها كان قد برد وأصبح أكثر لزوجة. وأحد البراكين القليلة التي استطاع الجيولوجيين مشاهدة تكوينها من البداية إلى النهاية هو مخروط فلذي يُدعى باريكوتين.
ولتركيب المخروط الفلذي تركيباً نموذجياً يسرد في تاريخ معين ففي سنة 1943 ميلادي وعلى مسافة 320 كيلو متر غرب مدينة المكسيك، ولد بركان باريكوتين. وموقع الفوران كان حقلاً من الذرة يملكه ديونيزيو بؤليدو الذي شهد مع زوجته اولاً هذا الحدث، عندما كان يُجهزان الحقل للزراعة. ولمدة أسبوعين قبل الفوران الأول كانت تحدث عدة هزات أرضية؛ ممَّا تسبب في انزعاج سكان قرية باريكوتين على بعد حوالي 3.5 كيلومتر.
وفي يوم 20 فبراير عند الساعة الرابعة بعد الظهر بدأ يتصاعد الدخان مع رائحة الكبريت من حفرة صغرة كانت موجودة لمدة طويلة حسب ما يتذكره ديونيزيو. وخلال الليل كونت قطع الصُخور المتوهجة عرضاً رائعاً من الألعاب النارية. وفي اليوم التالي وصل ارتفاع المخروط إلى حوالي 40 متر وفي اليوم الخامس زاد ارتفاع المخروط عن 100 متر. ومنذ ذلك الوقت كانت الفورانات الإنفجارية تقذف بالقطع الساخنة إلى ارتفاع 1000 متر فوق حافة الفوهه.
كما تساقطت القطع الكبيرة قرب المخروط وبعضها بقيت مشتعلة وهي تتدحرج إلى أسفل المنحدر. وبنت هذه الفلذ مخروطا بديع الجمال، بينما تساقط الرماد الدقيق على مساحة أكبر حيث حرق قرية باريكوتين ثم غطاها نهائياً. وفي بحر سنتين وصل ارتفاع المخروط إلى 400 متر وزاد ارتفاعه عشرات الأمتار بعد ذلك. وجاءت أول اللابة من شق فتح شمال المخروط مباشرة. ولكن بعد عدة أشهر من النشاط بدأت تسيل اللابه من قاعدة المخروط نفسه. وفي شهر يونيو 1944 ميلادي زحفت لابة صلصالية على قرية سان وان بارنجار يكوتير وغطتها بالكامل ولم يبقى سوى أحد بروجها.