ما هي مصادر العيون المائية؟

اقرأ في هذا المقال


العيون المائية:

إن العيون المائية أثارت انتباه وحيرة البشر من آلاف السنين، حيث أنها كانت ولا زالت عند البعض ظاهرة غريبة حيث يصعب فهمها. كما يلاحظ هنا تدفق الماء من مصدر لا ينبض تحت جميع الظروف المناخية. وبناءً عليه سادت اعتقادات طريقة محاولة تفسير مصادر العيون المائية. وبالرغم من عدم صحتها إلا أن بعضها بقي متداولاً حتى الآن، منها أن العيون تستمد مياهها من المحيطات، غير أن معضلة إزالة الأملاح من مياه المحيطات وانتقالها إلى أعالي الجبال بقيت تطرح نفسها دون أي إجابة. ويوجد يتفسير آخر مساندة العالم أرسطو هو احتمال تكثف بخار ماء الهواء الجوي النافذ إلى مغارات تحت السطح.
وقد كان الاعتقاد سائداً حتى أواسط القرن السابع عشر، بأن مياه الأمطار لا يمكن أن تكفي لتغذية العيون والأنهار مجتمعة معاً. وقد أثبت عدم صحة ذلك عالم الطبيعة الفرنسي بيير بيرولت، الذي دأب على حساب متوسط المياه الجارية بنهر الصين سنوياً عن طريق حساب الصرف المائي للنهر. وبعد أخذ كمية الماء المتبخرة في الحسبان وجد أن الباقي يكفي لتغذية العيون المائية هناك، كما يرجع الفضل الآن إلى العالم بيروليت ومن عملوا بعده في هذا المجال إلى اثبات أن مصادر مياه العيون هي مياه النطاق المشبع والذي مصدره الأول مياه الأمطار.
وكما تتدفق المياه طبيعياً عند تقاطع المنسوب المائي وسطح الأرض، حيث تُسمَّى هذه الظاهرة بالعيون. ومثال على ذلك منطقة الألف عين الموجودة بولاية أيداهو الأمريكية، كما أن هناك ظروف عدة تؤدي إلى تدفق العيون منها، فعند وجود طبقة لا مائية فوق مستوى المنسوب المائي يتكون منسوب مائي. وعند تسرب الماء من السطح إلى باطن الأرض يتم حجز كمية منه فوق الطبقة اللامائية، حيث ينتج عن ذلك محدود يُسمَّى بالمنسوب المائي المعلق، كما لا يقتصر وجد عيون الماء على مناطق المناسيب المائية المعلقة، بل إن هناك أنواع من العيون تنبع من خلال صُخور بلورية تكون عديمة النفاذية وذلك من خلال الصدوع والتشققات، أو قنوات التحلل داخل هذه الصُخور، فإذا ما تقاطعت هذه المسالك المائية بسطح الأرض على أحد المنحدرات تكوَّنت عين المائية.


شارك المقالة: