مظاهر التكثف في مستويات مرتفعة عن سطح الأرض أو البحر:
من أهم مظاهر التكثف المرتفعة عن سطح الأرض أو البحر ما يلي:
- السُحب: تعرف السُحب بأنها تجمعات من بخار الماء المتكثف في الجو على شكل قطرات مائية صغيرة، كما قد تختلط بها جزيئات دقيقة كذلك من الثلج، هذا إذا كانت درجة الحرارة في مستوى السُحب أقل من درجة التجمد، ممن الممكن أيضاً أن تكون السُحب مكون من هذه الجزيئات الثلجية.
كما أن السُحب التي تتكون من قطيرات مائية في مظهرها وتركيبها، حيث لا تختلف كثيراً عن الضباب، فالفارق الأساسي بينهما هو أن السَّحاب يتكون في طبقات من الجو مختلفة الارتفاع عن سطح الأرض، أمَّا الضباب يتكون فوق سطح الأرض أو البحر بشكل مباشر، الذي يتيسر له الصعود في طائر تتعدى طبقة السَّحاب فإنه يلاحظ أن السير فيها لا يتباين في أي شيء عن السير في الضباب على الأرض، حيث أن الطائرات كثيراً ما ترتفع فوق السُحب وتطير في جو صافي تماماً وعند ذلك يمكن رؤية السُحب تسبح في الهواء من تحتها.
ومن أهم ما يميز السُحب عن الضباب بأن السُحب يتكون في كثير من الأحيان بسبب نشاط التيارات الهوائية الصاعدة في الجو، حيث أن التيارات الصاعدة من العوامل التي تحول دون تراكم الضباب، فإذا نشطت هذه التيارات بعد تكونه فإنها إمَّا أن تخفيه تماماً أو ترفعه إلى أعلى حيث يتحول إلى سُحب، حيث أن للسحب تأثير مهم على المُناخ؛ ذلك لأنها هي مصدر تساقط الأمطار والثلوج التي تسقط باتجاه الأرض.
كما أنها تؤثر على الإشعاع الشمسي والإشعاع الأرضي وتقدر كمية ما ينفذ عن طريقهما من حرارة الشمس إلى الأرض أو من حرارة الأرض إلى طبقات الجو العليا، حيث أنها خلال النهار تغطي جانباً من حرارة الشمس عما يقع تحت ظلها من سطح الأرض، أمَّا خلال الليل فإنها تكون غطاء يمنع وصول الإشعاع الأرضي إلى طبقات الجو العليا، حيث تحتفظ الأرض وطبقات الهواء المحصورة بحرارتها.
كما أن للسُحب تأثر مهم على حياة كل من النبات والحيوان والإنسان؛ ذلك لأنها تغطي ضوء الشمس الذي يكون ضرورياً من أجل الحياة، فمثلاً بعض جهات شمال وغرب أوروبا تنتشر فيها بعض الأمراض التي يصاب بها الإنسان بسبب نقص أشعة الشمس.