ملامح الأحواض العميقة للمحيطات:
يقع حوض المحيط بين حافة القارة ومرتفع وسط المحيط. والمساحة الإمالية لهذا الجزء من المحيطات والتي تقدر بحوالي 30% من مساحة سطح الأرض تساوي تقريباً مساحة الأرض غير المغمورة بمياه البحار. ويتكوَّن هذا الجزء من المحيطات من مساحات منبسطة تعرف بهول اللج ومن قمم بركانية وخنادق أعماق المحيطات وهي أخاديد شديدة الأعماق بقاع المحيط.
وتتميز خنادق أعماق المحيطات بكونها طويلة وضيقة نسبياً وتمثل أعمق أجزاء المحيطات، ويوجد العديد منها بالمحيط الهادي حيث يصل عمق بعضها أو يزيد عن 10.000 متر، بل إن أحدها وهو عمق المتحدى بخندق الماريانا يبلغ 11.000 متر تحت مستوى سطح البحر. وبالرغم من أن خنادق أعماق المحيطات لا تمثل إلا جزءاً ضئيلاً من مساحة المحيطات إلا أنها ذات أهمية كبيرة.
فهي مواقع تقدم الواح القشرة الأرضية عند نزولها تحت بعضها البعض داخل الغلاف، بالإضافة إلى الزلازل التي تحدثها حركة الألواح عند نزولها بهذه الطريقة، فإن الخنادق لها علاقة مباشرة بالنشاط البركاني. ففي المحيطات المفتوحة توجد سلسلة لجزر بركانية موازية لخط الخنادق، أمَّا الجبال البركانية مثال الانديز فهي كذلك موازية لها بمحاذاة القارات.
والمادة الناتجة عن انصهار الألواح القارية الغائرة عند نزوله هي الدافع المحرك لمثل هذا النشاط البركاني. وسهول اللج هي معلم منبسطة بأعماق المحيطات وهي تعتبر أكبر معالم الأرض انبساطاً، فالسهل الواقع قبالة الساحل الأرجنتيني مثلاً لا تتعدى تضاريسه الثلاثة أمتار لمسافة تزيد عن 1300 كيلومتر، غير أن دراسة سهول اللج قد أسفرت على احتوائها في كثير من الأحيان على بعض التراكيب البركانية البارزة.
وباستعمال أجهزة القطاعات الاهتزازية والتي بواسطتها يمكن الوصول إلى معرفة ما تحت قاع المحيطات، تبيَّن أن سهول اللج تتكوَّن من رسوبيات تراكمت فوق منخفضات الأجزاء الوعرة بقاع المحيط، وتدل طبيعة هذه الرسوبيات على أنها نقلت إلى مواقعها بواسطة تيارات العكر. وتتواجد سهول اللج كجزء من معالم القاع بجميع المحيطات، غير أنها تمتد خاصة في المناطق التي تخلو من خنادق المحيطات المجاورة للقارات، حيث أن المحيط الأطلسي يحوي أقل عدد من هذه الخنادق والتي تعمل كمصائد للرسوبيات التي تأخذ طريقها إلى أسفل المنحدر القاري، فإنها تحوي مساحات أكبر من سهول اللج من تلك التي توجد بالمحيط الهادي.