نظرية بيرجن وفينديسون للتساقط:
تعالج هذه النظرية نمو حبات أو رقائق الثلج في الغيمة، حيث تعالج النظرية التساقط من الغيوم الباردة فقط، فتشترط النظرية للتساقط من الغيوم أن تكون هناك دائماً رقائق ثلج إلى جنب قطيرات الماء، أي بدون وجود رقائق الثلج فلا تساقط ينتج من الغيوم. وتعتمد النظرية التي أوجدها بيرجرن وفنديسون على حقيقة اختلاف ضغط بخار الماء في الهواء فوق الأسطح الجليدية والأسطح المائية.
فالمعروف إن ضغط بخار الماء فوق الأسطح المائية أكبر منة فوق الأسطح الجليدية، يعني أن الهواء فوق الأسطح الجليدية يصل إلى حالة الإشباع ومن ثم التكاثف أسرع ممَّا يكون الحال فوق الماء. فلو وجد في غيمة شرائح ثلج وقطيرات ماء متجاورة، فإن الهواء المحيط بقطيرة الماء أقل إشباعاً من الهواء المحيط بشريحة الثلج. ولذلك يحصل تبخر في قطرة الماء ليتحوَّل بسرعة للتكاثف فوق شريحة الثلج.
وشريحة الثلج هنا تقوم بعملين في آن واحد، فهي تعمل عمل نوويَّات التكاثف فتجذب البخار الناتج من تبخر قطرة الماء، كما أنها تصبح نقطة تجميع لهذا البخار؛ لأن ضغط بخار الماء في الهواء المحيط بها أقل من ضغط بخار الماء في الهواء المحيط بقطرة الماء. ولا بُدّ من ملاحظة أن البخار المتسامي على الشريحة الثلجية سيطلق حرارة كامنة تسرع من تبخير قطرات الماء وهكذا.
وبهذه الطريقة ينمو حجم شريحة الثلج، وإذا وصلت إلى حجم لا يستطيع الهواء حمله عندها تبدأ بالتساقط. وعند التساقط داخل الغيمة، فإن حجم الشريحة سيعتمد على سُمك الغيمة، فالغيمة السميكة تسمح للشريحة المتساقطة أن يكبر حجمها بالاصطدام بالشرائح الأخرى أو قطرات الماء فتنمو. وإذا كانت الغيمة رقيقة فان الشرائح ستكون رقيقة كذلك. وإن انتقال البخار للتسامي فوق شريحة الثلج يكون أكثر فعالية بين درجتي حرارة سالب 15 إلى سالب 25م.
كما أن شكل التساقط بعد كبر حجم شريحة الثلج سوف يعتمد على درجة حرارة الهواء أسفل الغيمة، على نوع التيارات الهوائية داخل الغيمة. فإذا كانت درجة حرارة الهواء أسفل الغيمة أكثر من الصفر المؤوي فإنها ستذوب لتصل إلى سطح الأرض على شكل مطر. كما إن التيارات الهوائية إذا وجدت داخل الغيمة فإن الشرائح ستتحول إلى حبات برد صلبة؛ لأن التيارات سترفع وتخفض الشريحة الثلجية عدة مرات داخل الغيمة؛ ممَّا يؤدي إلى تصلّبها ونموَّها بشكل كروي.