متحف باتان في نيبال

اقرأ في هذا المقال


باتان هي إحدى المدن شبه الحضرية في نيبال وتقع على الجانب الجنوبي من نهر باجماتي، حيث إنها تشتهر بتراثها الثقافي الغني وغير المادي، وتسمى أيضًا باسم مدينة المهرجان والعيد، حيث يقع متحف باتان في قلب هذه الثقافة داخل مجمع باتان دربار سكوير.

موقع متحف باتان

يقع متحف باتان في ساحة فناء داخل مجمع المباني الواقع في أقصى شمال منطقة دوربار، حيث إنه المكان الأكثر روعة في القصر الذي تم إنشاؤه في مكان صغير جدًا عن طريق التقوى والفخر معروف الآن للناس باسم (Keshav Narayan Chowk) بعد معبد يقف في وسط الفناء المخصص لـ (Keshavnarayan)، وهو شكل من أشكال اللورد Vishnu.

تم تسجيل هذا الجزء في التاريخ باسم (Chaukot Durbar أو Four -cornered-fort-palace)، وفي حملة دولية من قبل اليونسكو لحماية الآثار في وادي كاتماندو تعاونت الحكومة النمساوية مع حكومة نيبال للحفاظ على ميدان باتان دربار، حيث بدأ المشروع الذي تلا ذلك في عام 1982 بإصلاح (Keshav Narayan Chowk) الذي أدى في النهاية إلى تحويل متحف تعليمي إلى التشكيك في المعرفة بالبوذية في مدينة باتان للفنون والعمارة، وهو أول متحف عام في نيبال تم تم إنشاؤها كمؤسسة مستقلة من هذا النوع يديرها مجلس إدارتها.

وقد نال المتحف استحسان الزوار كواحد من أرقى المتاحف في جنوب آسيا، حيث تتزايد الشعبية يومًا بعد يوم وتتمتع بالاكتفاء الذاتي اقتصاديًا الآن، فالجهود التعاونية للحكومة النمساوية مع النظير النيبالي لم تعيد القصر التاريخي إلى فخامته الأصلية فحسب، بل أنشأت أيضًا مؤسسة ثقافية نموذجية في نيبال.

التعريف بمتحف باتان

متحف باتان هو مثال ساطع لمشروع ترميم جيد التنفيذ، حيث إنه جزء من القصر القديم الذي بناه سلالة مالا وله باب مذهل مذهل يواجه كريشنا ماندير الجميل في ساحة دوربار. كما يحتوي على منحوتات معدنية ممتازة وخاصة التماثيل التي تم ترميمها بعناية كجزء من مشروع مشترك بين الحكومتين النمساوية والنيبالية، حيث تم بناء مجمع القصر الذي يضم المتحف كيشاف نارايان تشوك في عام 1734.

وقد تم ترميم الفناء بدقة وأصبح مكانًا شهيرًا لإقامة الحفلات الموسيقية والمناسبات الأخرى، حيث تم افتتاح المتحف أخيرًا في عام 1997 بسبب العمل الشاق الذي قام به المرممون.

كموقع للتراث العالمي فإن متحف باتان كجزء من حملة دولية من قبل اليونسكو لإحياء وحماية الآثار الثمينة لوادي كاتماند، حيث  كان مشروع حماية ساحة باتان دوربار جهدًا مشتركًا بين الحكومة النمساوية وحكومة نيبال، وهكذا ظهر هذا المتحف كواحد من أجمل مزيج من الثقافات في جنوب آسيا.

وإلى جانب روعة العمارة النيبالية الأصلية التي تم ترميمها بعناية لمجدها، فإن التصميمات الداخلية للمتحف مليئة أيضًا بالقطع الأثرية التي تعكس التاريخ الغني وثقافة نيبال ووادي كاتماندو.

مقتنيات متحف باتان

تغطي المعروضات مجموعة واسعة من التاريخ الثقافي النيبالي، ومن بين كنوزها بعض الأشياء النادرة من عصر مالا مثل عرش مالا، كما يتم شرح أهمية العديد من القطع الأثرية داخل التقاليد الحية للهندوسية والبوذية. على سبيل المثال تمثل البرونز المصبوب وقطع النحاس المطلية بالذهب ذروة الأعمال المعدنية النيبالية على مر القرون.

وفي باتان يعتبر هذا النوع من الحرف المعدنية تقليدًا حيًا. لا تزال باتان معروفة بصناعة التماثيل، وقد تم تناقل فن الحرف المعدنية من جيل إلى جيل. إلى جانب ذلك فقد يغطي المتحف مجموعة واسعة من التاريخ الثقافي النيبالي ويحتوي على بعض الأشياء النادرة، حيث تشرح التعليقات المستفيضة معناها وسياقها ضمن التقاليد الحية للهندوسية والبوذية، كما أن معظم الأشياء مصنوعة من البرونز المصبوب الرائع وأعمال الريبوسيه من النحاس.

هذا وقد تم اختيار إجمالي 300 قطعة للعرض الدائم من مجموعة وطنية موجودة تضم أكثر من 1500 قطعة، حيث إن معظم المعروضات منحوتات لآلهة هندوسية وبوذية صنعت في وادي كاتماندو، والعديد منها في ورش باتان القريبة.

كما وتشمل العناصر الأخرى تلك من الهند والتبت ومناطق غرب الهيمالايا، وهي مصحوبة بتعليق مكتوب للباحثة والمؤلفة ماري سلوسر (من شهرة “نيبال ماندالا”)، حيث تشرح أهميتها الفنية والروحية والتاريخية كجزء من التراث الثقافي لنيبال، كما تهدف المعروضات أيضًا إلى المساعدة في تفسير الثقافة الحية الموجودة خارج حدود جدران المتحف.

وفي نهاية ذلك فقد يفتتح المتحف أبوابه للزوار جميع أيام الأسبوع، حيث تبدأ ساعات العمل في المتحف من الساعة العاشرة والنصف صباحاً وتستمر حتى الساعة الخامسة والنصف مساء.

المصدر: عبد الفتاح مصطفى غنيمة-كتاب المتاحف والمعارض والقصوركتاب "الموجز فى علم الأثار" للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب تحف مختارة من المتاحف الأثرية للمؤلف للمؤلف أحمد عبد الرزاق وهبة يوسفكتاب"علم الآثار بين النظرية والتطبيق" للمؤلف عاصم محمد رز


شارك المقالة: