متحف تاكسيلا في الباكستان

اقرأ في هذا المقال


يضم متحف تاكسيلا واحدة من أهم وأشمل مجموعة من المنحوتات الحجرية والجصية من الفن البوذي لحضارة غاندهار، حيث يقع المتحف في وسط العديد من المواقع الأثرية المنتشرة في جميع أنحاء منطقة تاكسيلا، وهو يضم مجموعة غنية من القطع الأثرية في غاندهاران.

متحف تاكسيلا

تم اكتشاف المجموعة الأساسية للمتحف من مواقع التنقيب في وادي تاكسيلا مثل مواقع الاستيطان (عواصم) بير مونوند وسيركاب وسيرسوخ وكذلك من الأبراج البوذية والأديرة البوذية في دارماراجيكا، مهرا مورادو وجوليان وكالاوان وبهامالا وتوفكيان وباجران وجيري على سبيل المثال لا الحصر.

حاليًا يتم عرض ما يقرب من 7000 قطعة أثرية في متحف تاكسيلا وحوالي 30000 قطعة محفوظة في مجموعة المحمية، حيث تتضمن المجموعة الآثار المقدسة لبوذا والمنحوتات الحجرية والجصية والأبراج والصناديق الأثرية والنقوش والخرز والمجوهرات والعملات المعدنية والأدوات والفخار والأواني والعديد من الأشياء المعمارية والمنزلية الأخرى.

موقع متحف تاكسيلا

يقع المتحف الأثري تاكسيلا على بعد 0.5 كيلومتر شمال شرق محطة سكة حديد تاكسيلا و 35 كيلومتر شمال غرب إسلام أباد، حيث تم وضع حجر الأساس في عام 1918 من قبل اللورد تشيلمسفورد، وهو نائب الملك آنذاك والحاكم العام للهند البريطانية، بينما قام السير محمد حبيب الله عضو التعليم في الخامس من أبريل عام 1928 بحفل الافتتاح.

هذا وقد يتكون المبنى من قاعة مركزية يحيط بها معرضين، حيث يعكس المتحف التاريخ الثقافي والإنجازات المتنوعة لأهالي تاكسيلا خلال الأربعة آلاف عام الماضية، كما تم عرض أكثر من سبعة آلاف قطعة أثرية محفوظة في المتحف من بين مجموعة كبيرة من الآثار التي تم العثور عليها من الحفريات في تاكسيلا.

تطور متحف تاكسيلا

تم إجراء التنقيب عن الآثار في تاكسيلا أو تكشاسيلا كما كانت تُعرف في التاريخ القديم بين عامي 1913 و 1934 على يد السير جون مارشال، والذي كان حينها مدير عام المسح الأثري للهند البريطانية.

وبعد الاستقلال تُرك الأمر لعلماء الآثار الباكستانيين لإجراء مزيد من التحقيقات في وادي تاكسيلا الذين اكتشفوا آثارًا قديمة غير معروفة حتى الآن لهذه المدينة، حيث ساعدت هذه الحفريات في سيراي خولا هيثال في الكشف عن بقايا مواقع الاستيطان المبكرة التي تنتمي إلى العصر الحجري الحديث وحضارة وادي السند المبكرة وثقافة قبر غاندهاران، وقد أجرى قسم الآثار مؤخرًا حفريات في مواقع ستوبا البوذية في جناح والي ديري وبادالبور في جناح والي ديري.

إلى جانب ذلك فقد تم استعادة لوحات جدارية لبوذا، وهي ظاهرة فريدة في تاريخ فن غاندهارا، حيث كشفت الحفريات المبكرة التي أجريت في أيام ما قبل الاستقلال عن بقايا ثلاث مدن قديمة من تاكسيلا معروفة محليًا باسم بهير ماوند وسيركاب وسيرسوخ وأكثر من عشرين من الأبراج البوذية والأديرة البوذية في الفترة التاريخية المبكرة.

كما تم تسليط الضوء على المعرض الدائم لهذا المتحف وهو متحف أثري مخصص لعرض القطع الأثرية المكتشفة من الموقع في وحول وادي تاكسيلا، حيث تتمثل المهمة الأولة لهذا المتحف في تثقيف الجمهور حول الثقافة القديمة وتاريخ المنطقة.

مقتنيات متحف تاكسيلا

يتم عرض المنحوتات الحجرية بشكل رئيسي في القاعة المركزية الرئيسية، حيث إن المجموعة الرئيسية من المنحوتات الحجرية القائمة على لوحات الإغاثة التي تمثل طوابق الولادة السابقة (جاتاكاس) وقصة حياة الرب بوذا (مؤسس البوذية) ومنحوتات فردية لبوذا، بوديساتفاس مثل سيدهارتا وماتريا وبادماباني عابد وغير الآلهة البوذية المتعلقة باليونانيين الدينيين الهندوس والعناصر المعمارية والصناديق الأثرية.

كما تم اكتشاف مجموعة رائعة ورائعة من المجوهرات الذهبية والفضية ذات التأثير اليوناني والروماني في تاكسيلا، والتي يتم حفظها في غرفة المجوهرات بالمتحف، ومن بين أنواع المجوهرات الموجودة المعلقات الأذن من مختلف الأشكال والقلائد والمشاير وسلاسل الصدر والأحزمة والتمائم والمعلقات والأساور والعزم والخلخال وخواتم الأصابع.

هناك مجموعة كبيرة من العملات التي تتراوح بين عينات مثقبة من فترة موريان من القرن السادس إلى القرن الرابع قبل الميلاد، إلى العملات المعدنية من القرنين الهندي اليوناني الثاني إلى أوائل القرن الأول قبل الميلاد.

كما أن عدد النقوش التي تم العثور عليها أثناء الحفريات محفوظة في هذا المتحف، وهي مكتوبة بالنصوص الآرامية والخاروشتية والبراهمية، حيث تم بناء نقش فريد باللغة الآرامية في جدار سيركاب.

وفي نهاية ذلك فقد يفتتح المتحف أبوابه للزوار جميع أيام الأسبوع من الإثنين وحتى الأحد، حيث تبدأ ساعات العمل في المتحف من الساعة الثامنة والنصف صباحاً وتستمر حتى الساعة الخامسة مساء.

المصدر: عبد الفتاح مصطفى غنيمة-كتاب المتاحف والمعارض والقصوركتاب "الموجز فى علم الأثار" للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب تحف مختارة من المتاحف الأثرية للمؤلف للمؤلف أحمد عبد الرزاق وهبة يوسفكتاب"علم الآثار بين النظرية والتطبيق" للمؤلف عاصم محمد رز


شارك المقالة: