متحف دانوبيانا في سلوفاكيا

اقرأ في هذا المقال


يقع متحف (Danubiana Meulensteen) للفنون وهو أحد أكثر المتاحف رومانسية للفن الحديث في أوروبا، وذلك على بعد 20 كيلومترًا جنوب براتيسلافا، عاصمة جمهورية سلوفاكيا، حيث أسسه جيرارد ميولينستين من أيندهوفن جامع مقتنيات هولندي وراعي فني وفينسنت بولاكوفيتش وصانع معارض سلوفاكي.

متحف دانوبيانا

يوفر موقع دانوبيانا الفريد على حدود سلوفاكيا والمجر والنمسا ومزيجها المتناغم من الهندسة المعمارية للمتحف والمناظر الطبيعية المحيطة بنهر الدانوب للزوار مناظر فريدة للعمل الفني بالإضافة إلى النباتات والحيوانات التي تتغير مع المواسم. كما يوفر سقف المتحف إطلالة فريدة على براتيسلافا وجبال الكاربات الصغيرة ونهر الدانوب المهيب، خاصة عند غروب الشمس. يوصي المرشدون السياحيون والبوابات الاجتماعية المرموقة بأن يقوم الزوار بجولة في المتحف بامتداده الرائع الذي تم الانتهاء منه في عام 2014 بدعم سخي من حكومة جمهورية سلوفاكيا.

تأسيس متحف دانوبيانا

يعود تاريخ ولادة متحف دانوبيانا إلى عام 1990 للميلاد، وذلك عندما انطلق فينسينت بولاكوفيتش من بوبراد وأصدقاؤه في رحلة ليتبعوا خطى فينسينت فان جوخ، وخلال هذه المغامرة التي استمرت أقل من شهر بقليل قاموا بزيارة جميع الأماكن التي عاش وعمل فيها هذا الرسام الهولندي الشهير.

وبعد عودتهم رتب بولاكوفيتش الذي كان لا يزال مليئًا بالعاطفة والحماس، لبناء أول معرض فني خاص في سلوفاكياالبيت الأصفر لفنسنت فان جوخ في بلدة (Poprad ) والذي تم افتتاحه في التاسع من شهر سبتمبر لعام 1993 للميلاد، حيث كان الهدف من هذا المعرض هو الاستمرار في الأفكار التي سعى إليها هذا الفنان الشهير منذ أكثر من 100 عام في آرل، وبالإضافة إلى نسخ أعمال فان جوخ التي ابتكرها أبرز المرممون السلوفاكيين فقد قدم بانتظام أعمال الفنانين المرئيين المعاصرين والسلوفاكيين في المعارض الفردية والجماعية.

وفي عام 1994 التقى جيرارد ميولينستين جامع الأعمال الفنية الهولندي وراعي الفن من أيندهوفن، والذي ساعده في التمويل لتحقيق حلمه حتى في الظروف الاقتصادية الصعبة في ذلك الوقت، ونتيجة للمناقشات التي دارت في الفترة من 1995 إلى 1999 فقد قرر جيرارد ميولينستين وفينسنت بولاكوفيتش، اللذان زارا متحف لويزيانا في الدنمارك عام 1998 بناء متحف للفن الحديث في براتيسلافا يسمح للفنانين المحليين والأجانب بعرض أعمالهم في العصر الحديث، وتوفير مساحات بهندسة معمارية جذابة. وفي ذلك الوقت كان هناك نقص في المعارض للفنانين الأجانب المعاصرين في هذا الفضاء في وسط أوروبا.

إنشاء وتوسعة متحف دانوبيانا

بدأ بناء المتحف في عام 1999 في شبه جزيرة خزان أونوفو، وذلك على بعد 20 كيلومترًا إلى الجنوب من براتيسلافا، حيث إن التاسع من شهر سبتمبر لعام 2000 للميلاد هو تاريخ حفل افتتاح متحف (Danubiana Meulensteen) للفنون وأنشطته من حيث أفكار ونوايا مؤسسيه.

هذا وقد كانت المساهمة المالية لإنشاء مؤسسة ثقافية من قبل مواطن أجنبي نادرة للغاية في سلوفاكيا في ذلك الوقت، وفي الواقع في جميع بلدان الكتلة الاشتراكية السابقة. وفي عام 2008 بدأ مؤسسو المتحف في اللعب بفكرة توسيع المتحف لخلق مساحة لعرض المجموعة الدائمة، حيث بدأوا اجتماعًا للمهندسين المعماريين الهولنديين والسلوفاكيين الشباب الذي أسفر عن تصميم المشروع الذي شكل الأساس للحصول على جميع التصاريح اللازمة.

في عام 2011 للميلاد تبرع جيرارد ميولينستين بمتحفه لجمهورية سلوفاكيا التي كانت حكومة الجمهورية السلوفاكية سعيدة بقبولها، كما أنه قدم اقتراحا بإنشاء منظمة غير ربحية تستمر في تنظيم المعارض واستكمال بناء توسعة المتحف حسب تصاميم المشروع.

بدأ بناء الامتداد في 17 مارس 2013 بعد إجراء ناجح للمشتريات العامة، وفي 9 سبتمبر 2014 ترأس ماريك ماراريتش وزير الثقافة في جمهورية سلوفاكيا حفل الافتتاح، حيث أقرت لجنة دولية من المهندسين المعماريين والبنائين بالعمل الممتاز لجميع المشاركين في إنشاء هذه المساحة الجديدة من خلال منحها جائزة “بناء العام 2014″، وهذا يؤكد أيضًا بشكل غير مباشر أن المسار الذي قرر مؤسسو المتحف اتباعه في عام 2000 كان المسار الصحيح.

ومنذ ذلك الحين قدم متحف (Danubiana) ما يقرب من 50 معرضًا حضرها أكثر من 120.000 زائر محلي وأجنبي، حيث إنه أصبح رمزًا لبراتيسلافا الحديثة، كما أنه فاز في عام 2016 بجائزة Július Satinský Bratislavská čučoriedka (توت براتيسلافا) دليل على ذلك.

وبناءً على توصيات مجلس الإدارة فقد يجري حاليًا الإعداد لتوسيع المتحف ليشمل جناح الفن المعاصر. ومن المقرر افتتاح هذه المباني في عام 2020 للميلاد، حيث ستعمل هذه المساحة الجديدة على الترويج لأعمال الفنانين التشكيليين السلوفاكيين الشباب.

المصدر: عبد الفتاح مصطفى غنيمة-كتاب المتاحف والمعارض والقصوركتاب "الموجز فى علم الأثار" للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب تحف مختارة من المتاحف الأثرية للمؤلف للمؤلف أحمد عبد الرزاق وهبة يوسفكتاب"علم الآثار بين النظرية والتطبيق" للمؤلف عاصم محمد رز


شارك المقالة: