ما لا تعرفه عن متحف مصطفى كامل:
إن التعرف على تاريخ أربع شخصيات بارزة في مجالات مختلفة هو مهمة عظيمة، ولكن عندما تنبثق تلك التواريخ من فترة تاريخية مهمة للغاية في ماضي مصر، فإنها ستنتج بالفعل معلومات غنية وذات صلة، حيث نجد متحف مصطفى كامل الذي يعرض حياة شخصية مصرية بارزة خلال أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، إلى جانب الأدوار المهمة لمحمد فريد باشا والأستاذ عبد الرحمن الرافعي وفتحي رضوان.
تم تقديم فكرة إنشاء المتحف لأول مرة في عام 1955 من قبل وزير الثقافة آنذاك فتحي رضوان، حيث رأى أن المتحف يمكن أن يلقي الكثير من الضوء على الحياة والنضال القومي بقيادة كامل، كما يضم المتحف عددًا من الكتب التي ألفها المؤرخ عبد الرحمن الرافعي أحد تلاميذ كامل وأحد أصدقائه.
يقع المتحف في الأباجية قسم الخليفة، محافظة القاهرة، بالقرب من قلعة صلاح الدين، بالقرب من طريق صلاح سالم. يمكن الوصول إلى الميني باص أو ركوب محطة مترو السيدة زينب ثم السير على بعد أمتار قليلة من موقعها.
مقتنيات متحف مصطفى كامل:
المتحف له موقع تاريخي هام، تقع في ميدان صلاح الدين المطل على قلعة صلاح الدين ومساجد السلطان حسن والرفاعي والمحمودية. يضم الجناح الأيمن للمتحف رواق القائد مصطفى كامل، ويضم الميداليات التي مُنحت للبطل القومي بالإضافة إلى عرض أشهر اقتباساته ومعاطفه ومراسلاته ومقتنياته الشخصية الأخرى.
كما يوجد في مكتبه النسخة الأولى من جريدة “اللواء” التي أسسها وأصدرها بثلاث لغات: العربية والإنجليزية والفرنسية عام 1990. كما توجد صور لجنازته. حيث تحتوي نفس الغرفة على تماثيل من الجبس والبرونز للبطل القومي.
في القاعة الكبرى يوجد ضريح رخامي عليه آيات قرآنية يقف أمام الناشطين تحت ثريا إسلامية نحاسية كبيرة تتدلى من القبة العلوية. الضريح محاط بسياج رخامي على شكل نوافذ إسلامية، وتقديراً للعرفان ورغبة في إحياء ذاكرتهم تبنى الأستاذ عبد الرحمن الرافعي فكرة إنشاء مزار في المتحف للقائدين مصطفى كامل ومحمد فريد، ثم خصص مجلس النواب 50 ألف جنيه لبناء المتحف بالقلعة ورتب لإحضار رفات الزعيمين.
تم العثور على اللوحات الزيتية لحادث (Denshawai) في غرفة مصطفى كامل بالمتحف، يروون الحادث القاسي للغاية الذي أدى فيه نزاع بين الضباط والقرويين البريطانيين في عام 1906 إلى إعدام الأخير على يد المحتلين الاستعماريين، كما تم افتتاح المتحف عام 1956 من قبل فتحي رضوان وزير الإرشاد الوطني، بعد وفاتهم دفن رضوان والرافعي في الضريح.
كان لكل من هؤلاء الأربعة دور بارز في رحلة الحركة القومية المصرية، مما جعل مكان استراحتهم موقعًا لزيارة جميع طبقات المصريين، يجسد المتحف حقبة ماضية قيّمة في تاريخ مصر مليئة بالنضال والمجد ويربط الماضي بالحاضر.