متنزه ليواندي القومي في مالاوي

اقرأ في هذا المقال


“Liwonde national park” وتعتبر إحدى أشهر الأماكن التاريخية في مالاوي، حيث تعتبر موطن عمليات النقل وإعادة الإدماج المذهلة للحياة البرية، والتي شهدت استعادة الحيوانات المفترسة إلى الحديقة لأول مرة منذ عقدين.

تاريخ بناء متنزه ليواندي القومي

تم تأسيس متنزه ليواندي القومي عام 1973م، والتي تقدم واحدة من أجمل تجمعات الحياة البرية في إفريقيا، وتم تسمية حديقة ليواندي الوطنية على اسم السلطة التقليدية ليواندي، حيث اشتهرت الحديقة خلال فترة ما قبل الاستعمار بسبب مجموعتها الواسعة من الألعاب الكبيرة.

حيث إعتاد كبار السن والمبشرون والمزارعون البيض اصطياد الألعاب الرياضية الكبيرة والجوائز، وإدراكاً للحاجة إلى الحفاظ على الحيوانات، أعلن الرئيس أنها منطقة صيد خاضعة للرقابة في عام 1962م، وأيدت حكومة ملاوي هذا الإعلان في عام 1970، والذي أعقبه سن قوانين صيد الطرائد، وأصبحت حديقة ليواندي الوطنية بموجب قانون صادر عن البرلمان في عام 1973، وفي عام 1977، امتدت المنطقة إلى الجانب الغربي والجانب الشمالي لتغطي منطقتي بالاكا ومانغوتشي على التوالي.

وتستضيف الحديقة حوالي 900 فيل، ونما عدد الأفيال كثيراً في السنوات الماضية، بحيث أصبح من الصعب عليهم البقاء على قيد الحياة، ولهذا السبب تم نقل بعضها إلى محمية نكوتاكوتا للحياة البرية لما كان “أكبر انتقال للأفيال في ملاوي”، ولم يكن هذا هو النقل الوحيد، بل في عام 2017، تم تقديم 4 فهود جديدة، وإلى الآن يصل إلى 18 فهداً ولا يزالون يتكاثرون، ومع وصول الفهد من زيمبابوي و 23 وحيد قرن أسود، أصبحت الحديقة بشكلٍ سريع أحد أهم وجهات الحياة البرية في إفريقيا.

السياحة في متنزه ليواندي القومي

على الرغم من أن حديقة لوياندي لا تزيد مساحتها عن 580 كيلومتراً مربعاً، إلا أنها ربما تكون الأكثر شهرة من بين جميع حدائق الألعاب في ملاوي، مع محيطها النهري الجميل والحياة البرية المزدحمة التي توفر رحلات سفاري مثيرة، حيث يقع  المتنزه على بعد حوالي 160 كم شمال بلانتير في مالاوي.

والتي يأتي إليها الزوار من جميع أنحاء إفريقيا، حيث تم تحسين مشاهدة الحياة البرية فيها، لأن نهر شاير يتدفق على طول حدودها الغربية، مما يسمح برحلات السفاري بالقوارب بالإضافة إلى الرحلات المعتادة سيراً على الأقدام أو في سيارات الدفع الرباعي.

وتشمل الحياة البرية أعداداً كبيرة جداً من الأفيال، ويجذب النهر عدداً لا يحصى من أفراس النهر والتماسيح، كما أعيد تقديم الأسد والفهد والكلب البري مؤخراً إلى الحديقة بمساعدة “African Parks” (هي منظمة غير هادفة للربح للحفاظ على البيئة تركز على إعادة تأهيل المتنزهات والمحميات الأفريقية، وإدارة الحدائق الوطنية والحياة البرية في ملاوي)، التي تولت إدارة المتنزه في عام 2015 والتي استمرت في تحويل المتنزه إلى موقع سفاري من الدرجة الأولى، وتشمل الظباء كودو، وسمور وبوش.

كما يتم رصد الفهود والضبع ووحيد القرن والأسود في بعض الأحيان، أما حياة الطيور فهي متنوعة بشكلٍ إستثنائي، حيث يجذب النهر نسور الأسماك والطيور الحياكة التي تبني أعشاشها في الغابة، وغالباً ما تُرى بومة الصيد عند الغسق على طول حافة النهر.

وبالإضافة إلى رحلات السفاري ومناظرها الجميلة، تقدم حديقة ليواندي، تجربةً ثقافية رائعة، من خلال زيارات إلى إحدى القرى المحلية خارج حدود المنتزه، والتي تتميز بإقاماتٍ من الدرجة الأولى، حيث يقدم كل من “Mvuu Lodge” و “Kuthengo Camp” تجارباً فاخرة على ضفاف نهر “Shire”، كما يتوفر أيضاً شاليهات بالإضافة إلى موقعِ للتخييم.

وفي الوقت الذي يتعرض فيه عدد من الأفيال في إفريقيا للتهديد، حيث انخفض من حوالي 5 ملايين إلى 415000 فقط خلال القرن الماضي، هنالك عدة مئات يمكن العثور عليها داخل الحديقة الصغيرة التي تبلغ مساحتها 584 كيلومتراً مربعاً، كما تعد رحلات القوارب على طول نهر شاير عنصراً أساسياً في رحلات السفاري هنا، ومن الشائع رؤية قطعان قوامها 20 فرداً تتثاقل إلى النهر للشرب والاستحمام، كما تملئ التماسيح النيلية الضخمة ضفافها تحت أشعة الشمس، وتضع أفراس النهر رؤوسها فوق الماء، وبالكاد تكسر أنفها السطح.

وفي الآونة الأخيرة في عام 2015، كان الصراع بين الإنسان والحيوان مشكلةً كبيرة في حديقة ليواندي، حيث تعدت الأفيال على المزارع ودمرت المحاصيل، ولكن بفضل الشراكة بين “African Parks”، شهدت حديقة ليواندي انعكاسا دراماتيكياً للثروات، وعمليات إعادة تقديم الأسد والفهد ووحيد القرن مؤخراً، وهذا يعني أن لديها إمكانات جدية لمنافسة المنتزهات والمحميات الأكثر شهرة في المنطقة.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: