نبذة عن مدينة أوبسالا:
أوبسالا مدينة وعاصمة مقاطعة أوبسالا تقع شرق وسط السويد شمال غرب مدينة ستوكهولم، حيث كانت تعرف في الأصل باسم أوسترا آروس، وقد تم تأسيسها كمركز تجاري على رأس الملاحة على نهر فيريس في نقطة على بعد أميال قليلة من جاملا القديمة أوبسالا، والتي كانت المركز السياسي والديني لمملكة سفيا القديمة، حيث أنها بحلول القرن الثالث عشر أصبحت أوبسالا الجديدة مقراً ملكياً ومركزاً تجارياً مهماً، كما أن لها مكانة مرموقة بالتاريخ السويدي فهي كانت موطن للملوك في القرن السادس عشر والقرن الثامن عشر وأثارها ترجع إلى العصر الفايكنج.
على الرغم من أنها تخلت في وقت لاحق عن أسبقيتها السياسية في ستوكهولم إلا أن أوبسالا ظلت مركز ديني كمقر رئيس أساقفة السويد، حيث تهيمن الكاتدرائية القوطية وهي أكبر مبنى من نوعه في السويد، حيث بدأ العمل في هذا الصرح في أواخر القرن الثالث عشر لكنه تقدم ببطء، ولم يتم تكريس الكنيسة حتى عام 1435، كما دمر النيران الكاتدرائية عدة مرات، ولكن تم ترميمها في أواخر القرن التاسع عشر.
بالإضافة إلى أنها مدينة خلابة ورائعة يعود تاريخها إلى القرون الوسطى، كما أنها أغنى المدن تاريخياً، حيث أنها غنية بالعديد من المعالم الأثرية والتاريخية، كما أن المدينة تنقسم إلى قسمين أساسين القسم الغربي الذي يضم البلدة التاريخية القديمة والأثرية، والقسم الشرقي الذي يضم المدينة العصرية، حيث تعتبر مدينة أوبسالا رابع أكبر المدن من حيث عدد السكان في السويد بعد مدينة ستوكهولم وغوتنبرغ ومدينة مالمو.
أبرز المعالم الأثرية في مدينة أوبسالا:
كاتدرائية أوبسالا:
هي من أقدم الكنائس، حيث يعود تاريخ تأسيسها إلى القرن الثالث عشر وبالتحديد عام 1435 على الطراز القوطي واستمر بناءها حوالي 200 عام، كما مرت بعدة تغيرات على مر العصور، التي تتميز من الداخل بالمنبر الباروكي الذي يرجع تاريخه إلى عام 1707 المنحوت من قبل بورشارد بريشت، أما في الطرف الشرقي من الجوقة يقع مصلى الدفن وقبر الملك غوستافوس أدولفوس، ومن بين الكنوز الأخرى الذيل المذهب من عصر الملك إريك التاسع ورداء الذهب الديباج الذي ينتمي إلى الملكة مارجريت.
بالإضافة إلى القاعات الكبيرة والواسعة والتصميم الفاخر ووجود اللوحات الفنية الرائعة، وقد دفن العديد من الملوك والشخصيات الشهيرة بتلك الكاتدرائية الرائعة، من بينهم يوهان الثاني وغوستاف فاسا وكارولوس لينيوس وإيمانويل سويدنبورج وناثان سيدربلوم.
متحف الجامعة غوستافيانوم:
هو متحف تاريخي ثقافي يعود تاريخ تأسيسه إلى عام 1660، الذي يتميز بوجود العديد من الأثار المصرية مثل أثار فيكتوريا وأثار فايكنغ، كما يحتضن مجموعة ضخمة من التاريخ الثقافي القديم والمجوهرات التي لا تقدر بثمن والميداليات والسيوف، بالإضافة إلى مجموعة أرت كولكتيون المذهلة، وهو موجود في المبنى الرئيسي السابق لجامة أوبسالا.
جامعة أوبسالا:
هي أقدم مؤسسة تعليمية في الدول الإسكندنافية التي يعود تاريخ بناءها إلى عام 1477، حيث تتميز بالطراز الروماني في عصر النهضة وتضم الجامعة بهو رائع يؤدي إلى قاعة كبيرة وقاعة المهرجان، الذي يتسع لحوالي 1800 شخص، ويزين الجدران العديد من الصور التي تضم الملوك والشخصيات الثقافية والأكاديميين، ومن أبرز معالمها خزانة أوغسبورغ الرائعة المنحوتة وتمثال الشاعر في الحدائق ومتحف باليونتولوجيكال للديناصورات المكتشفة في الصين، فضلاً عن مكتبة الجامعة المُصنفة الأكبر في السويد.
كما تعتبر من أروع المعالم التاريخية في المدينة التي تتميز أيضاً بالتصميم السويدي القديم، وهي تحفة فنية بحد ذاتها، وذلك يعود إلى تميزها بالحجارة الملونة القديمة والتمثال الضخم والمساحة الواسعة التي تضم بداخلها العديد من التماثيل التاريخية والأرضيات المزخرفة والمتاحف الفنية.
كنيسة هولي ترينتي:
هي من أبرز الكنائس الأثرية في المدينة حيث يعود تاريخ بناءها إلى القرن الثالث عشر، وعلى الرغم من أن المكان مر عليه العديد من التجديدات، إلا أن أغلب معالمه مازالت تحتفظ بطابعها الأصلي، وقد تم إضافة نوافذ زجاجية ملونة في القرن التاسع عشر وجداريات يرجع تاريخها إلى العصور الوسطى وكثير منها من قبل الرسام الشهير ألبيرتوس بيكتور، حيث أن الكنيسة تقع بالقرب من كاتدرائية أوبسالا.
قلعة أوبسالا:
هي من أهم وأجمل الأماكن الأثرية التاريخية في المدينة، حيث يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر، وذلك يعود إلى أهميتها من كونها قلعة رئيس الأساقفة في العصور الوسطى، كما أنها شهدت الكثير من الأحداث من الحروب والتغيرات الملكية، كما تتميز الحديقة من الخارج بلونها الوردي الساحر، بالإضافة الى حديقة ضخمة تحتوي على العديد من أنواع الأشجار والورود المنسقة بشكل فني جميل، وسط نافورة أعطت الطابع الجمالي للمكان.
بالإضافة إلى العديد من التحف الفنية والديكورات العريقة والأثاث والروايات التاريخية والكتب القديمة التي توجد في داخل القلعة، كما تسمى باسم كينجز بالاس الذي عمل خمسة من المهندسين المعماريين البارزين على بنائها لأكثر من قرن، إذ بدأ بناء القلعة الرائعة بأسلوب عصر النهضة في عام 1549، حيث شهدت في القرن السابع عشر العديد من الأنشطة التاريخية المهمة، فيما تعرضت القلعة لأضرار جسيمة بسبب الحريق في بداية القرن الثامن عشر، إلا أنه تم ترميم المبنى بالكامل فقط في منتصف القرن التاسع عشر.
كنيسة الثالوث الأقدس:
هي من أقدم الكنائس في الشمال الأوروبي، حيث يعود تاريخ بناءها إلى العصور الوسطى وتحديداً في عام 1302، التي تتميز بالطراز القوطي الرائع والحجر الأحمر على جدرانها والديكورات الخشبية واللوحات الفنية الرائعة والزجاج المزخرف، كما أنها تعتبر من أميز المعالم في مدينة أوبسالا حيث تقع بالقرب من الكاتدرائية.
متحف قلعة فاسابورجين:
هذا المتحف الرائع الذي يحاكي تاريخ المدينة القديم خلال العصور الوسطى، حيث أنه يتميز من الداخل بالتحف الأثرية والطوب القديم والمنحوتات الجدارية والهياكل الخشبية، والتي تعرض بعضها للسقوط على مدار الأعوام، بالإضافة إلى مدافع البارود الأثرية التي استخدمت في الحروب قديماً، يعد هذا المتحف مكان مناسب للمجموعات للتعرف ومشاهدة التاريخ السويدي العريق، كما أنه يوجد في مدينة أوبسالا التاريخية في داخل قلعة فاسابورجين الأثرية، حيث يقوم أيضاً بعرض ما تبقى من هذه القلعة الرائعة.
كنيسة هيلجا تريفالجيتس كيركا:
هي من أهم الكنائس في أوروبا بشكل عام، حيث تنبع هذه الأهمية لكونها يعود تاريخها إلى العصور الوسطى وتحديداً في القرن الرابع عشر، التي تتميز بالطراز القوطي الرائع وتضم العديد من التحف التاريخية والقطع الاثرية النادرة والديكورات الرائعة، كما أنها تعتبر من أهم المعالم التاريخية في مدينة أوبسالا، كما تعتبر هذه الكنيسة مكان مثالي للإقامة حفلات الزواج، والاستماع إلى الجوقة التي تقدم أجمل الأنغام الموسيقية.